الإخبارية اللبنانية

أخبار لبنان والعالم

لإعلاناتكم التواصل
معنا على الرقم
03109558

فنون واجتماعيات

كرامتي… وتيني، وهل يعيش قلب انقطع وتينه؟!

كرامتي… وتيني، وهل يعيش قلب انقطع وتينه؟!
بقلم : فاطمة يوسف بصل.
في خبايا الروح، حيث لا يصل إلا صوت الضمير، تسكن الكرامة كجذر شجرةٍ عتيقة، تمدّنا بالثبات حين تهتز الأرض تحت أقدامنا. ليست الكرامة كبرياءً أجوف، بل هي الهيبة الصامتة التي تحرس إنسانيتنا، وهي الضوء الوحيد حين تُطفأ كل مصابيح العلاقات.

الكرامة ليست شعارًا يُرفع في زمن الخصومة، بل ميزان النفس، ووترها المشدود بين الحب والحق. هي الشعور الذي يجعلنا ننسحب من موائد لا يُقدّر فيها وجودنا، ونغلق أبوابًا نسمع منها صوت امتهاننا، ولو خفَت.

نُولد فطريًا متمسكين بها، نكبر، فنتعلّم أن الحياة لا تسير دائمًا وفق ما نحب، ولكن لا بد أن تسير وفق ما نستحق. نُجرَح، نُهان، نُخذل… لكن لا نُساوم. لأننا إن خسرنا الكرامة، خسرنا أنفسنا، وأي حبّ لا يحفظ لك مكانتك… هو خيانة مغلّفة بالعاطفة.

كم من عاشقٍ انسحب بصمت، لأن الحب الذي يجرّدك من كرامتك، ليس حبًا بل استعبادًا! وكم من صديقٍ ابتعد لأنه لم يعد يرى في العلاقة انعكاسًا لاحترامه لذاته!

هل تعلم ما هو الوتين؟ إنه العِرق الذي إن انقطع، مات القلب. وهكذا كرامتي، هي الوتين. لا أُساوم عليها، ولا أتركها رهينة العاطفة، ولا أبيعها بثمن قُربٍ ملوّث بالإذلال.

في عالمٍ تتكسّر فيه المبادئ بسهولة، الكرامة تبقى المنارة التي تضيء درب الناجين، أولئك الذين اختاروا أن يعيشوا واقفين، بدل أن يُحبّوا وهم راكعون.
فاختر دائمًا كرامتك، فهي البوصلة التي لا تخون، والسيف الذي لا يصدأ، والوتين الذي إن تمسّكت به، لن تضيع أبدًا.

شارك الخبر
error: !!