هل يكمل نتنياهو حربه على لبنان بمغامرة أكبر ؟
بقلم : الدكتور محمد هاني هزيمة محلل سياسي وخبير استراتيجي.
في مشهدٍ يعيدنا إلى صفحات التاريخ المفعمة بالحروب والصراعات، يقف نتنياهو على مفترق طرق مع لبنان، يتحدى إرادة شعب لا يُقهر، يحاول فرض مشيئته على أرضٍ تحرسها ارادة كالجبال والصخور الشاهدة على نضال رجال لم يعرفوا الخوف بمواجهة عدو مجرم يمتلك كل التفوق التقني ودعم عسكري وسياسي وعقلية إجرامية لم يسبقه اليها احد في التاريخ ورغم ذلك فشل بتحقيق اهدافه وفرض شروطه….. فهل يستمر في حربه بغطرسة أكثر !!! ويكمل مغامرة اكبر تتوسع فيها الحرب يكتب بدايتها لتبقى النهاية مجهولة …….!!!! أم أن التاريخ سيحكم مرة أخرى بأن الحق لا يموت طالما امتلك ارادة وشعب مضحي امن ان الحرية لا تُقتل الا بالإسلتسلام والقبول بشروط العدو ، هو شعب يؤمن بالشهادة ويرى فيها سعادة ورفعة طربق حياة أبدية وخلود، وهنا تبدا معضلة نتنياهو واسرائيل كلها وسياسة الغرب وفي مقدمتهم واشطن الذين يعتبروا لبنان مفتاحًا استراتيجيًا لورقة قوة تعزز موقعهم السياسي تمكنهم السيطرة على المنطقة وتطويع شعبها واخضاع لبنان بمثل خطوة بمشروعه للسيطرة على المنطقة بأكملها باعتبار لبنان يمثل حديقة خلفية لإسرائيل يجب ان يكون ارض امان واستسلام، لكن العدو يغفل أن الأرض التي يحاول سلبها واقتلاعها عن هوايتها هي ليست مجرد تراب بل بوتقة صلبة من الصبر والتحدي والإيمان ولا يفهم نتنياهو حتى اللحظة ان حربه ليست ضد أرض وجغرافيا فقط بل ضد روح لا تموت، ضد شعبٍ رُسخت جذوره في عمق التاريخ، شعبٌ صنع من الصمود أسطورة لا تنطفئ تزهر في كل رصاصة تُطلق، وفي كل قصف يطال بيوت لتزرع بذورٌ جديدة للمقاومة، وتُخلق أجيال تنظر للحرب بعين العزيمة التي لا تلين اطار اسمه المقاومة وهي ليست مجرد فصيل مسلح، بل قلب ينبض بالوفاء، وفكر يحمل عبىء الحرية لشعب يرفض أن يكون أسير حروب يخطط لها الآخرون.
قد يظن نتنياهو أن قوته وحلفاءه قادرون على كسر إرادة هذا الشعب، لكنه يغفل أن الصبر هو السلاح الأقوى، والتاريخ لا يُكتب بأحبار الرصاص بل بأيدي تقاوم وقلوب لا تعرف الانكسار، ولبنان الصامد جدار يرفع كي لا تُهدم الجسور، والجبال التي تحرسه هي صمت لا ينطق إلا بلغة الثبات والعزة
عندما تُرفع راية الحرب مجددًا، يجب أن نعلم أن العزيمة ليست كلمة تُقال، بل فعل ينبع من أعماق الروح، وصبر يُخضّب بالدماء والدموع وممكن لحرب نتنياهو ان تشتعل وبعنف أكبر لكن لبنان وأبطاله يمتلكون مفاتيح النصر التي لا تُشترى ولا تُباع من صمود الشعب، وحدة الموقف، وإيمان الأبطال قبل ان تدخل الظروف السياسية جزء من مناقشة المعركة جدواها نتائجها وانعكاسها على اسرائيل التي تحولت كيان مكروه على مستوى العالم ساقط إنسانيا لجيش فشل ميدانيا، وتحول عبئا على داعميه من حكومات تخشى نقمة شعوبها في خضم معركة ترسم الوعي قبل الحدود السياسية تبقى الحقيقة ثابتة لا تتغير ولا يمكن لقوة أن تهزم عزيمة ولا لجيوش أن تقضي على روح شعب أراد الحرية. فهل يكمل نتنياهو حربه بغطرسة أكبر؟ فربما نعم امام عمق ازمة نتنياهو وخسارة الكيان بدوره الوظيفي وانكشافه عسكريا وسقوط قوة الردع فيه ، يواجه شعب حمل داخله قوة الجبال لا تنهدم وسر صبر لا يزول، وذاكرة الأجداد التي تُعيد كتابة التاريخ كل يوم

