الإخبارية اللبنانية

أخبار لبنان والعالم

أخبار سياسية - محلية وعالمية

لبنان أزمة متدحرجة

لبنان أزمة متدحرجة
——- دخل لبنان مرحلة جديدة بعد ما شهد من تطورات وتسارع أحداث على طريق الأزمة المتدحرجة التي تكبر بكل خطوة ويستمر المواطن غارقا بمستقنع الأزمات الكارثية في وطن يعيش بعين عاصفة حرب دولية تدور رحاها بين غرب حاكم وشرق قادم وحكم عاجز بل سلطات متناكفة ترتبط بمشاريع متناقضة
قرارها بيد دول متناحرة تخوض صراع نفوذ حقيقي وحرب سيطرة اقتصادية، بهدف الإمساك بمراكز الطاقة والتحكم بها لتعزيز نفوذها وتحقيق ثروات لشركاتها التي تجاوز حجم بعضها اضعاف حجم دول بذاتها، ولعل ما يشهده لبنان حالياً هو جولة من جولات هذا الصراع ولن يجني الا البؤس وتعميق الأزمة الاقتصادية على حساب الأمن الاجتماعي وتحلل مؤسسات الدولة التي تحولت إلى صورية والحبل على الجرار.
كل الاستحقاقات تأجلت لما بعد عودة الوسيط “الأمريكي” الذي زار لبنان فارغ اليدين، الا من وعود لا قيمة لها في سوق الحل او بمعرض الوصول لتسوية كما سوّق لها بعض آل متفائلين، ولا زال يعيش أملاً كاذبا لأنجازات وهمية لا تقرب الواقع بصلة، الا انها تعطي فكرة واضحة عن مكر وخداع الإدارة الاميريكية وعملها لمصلحة العدو الإسرائيلي وسعيها المستميت مستخدمة صراع الداخل اللبناني لتكبير حجم الأزمة السياسية بمزيد من الضغط والحصار المالي، وخلق حالة توتر لزيادة القلق بتعليمات مباشرة من معاون وزير الخارجية الأمريكي ديفيد شينكر كما ورد في بعض التقارير الإعلامية عن توجيهات منه لبعض وجوه المعارضة والمستقلين لتقديم طروحات تنطوي على تحريض يزيد الشرخ بين مكونات المجتمع اللبناني، وفي هذا الإطار تنقل بعض المراجع ان تعنّت رئيس الحكومة وطرحه امام الوسيط الأمريكي موضوع ترسيم الحدود البرية بهذا التوقيت له أبعاد خارجية تتجاوز حدود المناكفة مع رئيس الجمهورية وعرقلتة تشكيل حكومة، وهي ليست بإطار الرد على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي فتح معركة انتقال الحكم لحكومة مستقيلة دستوريا بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية واتى طرحه بوقت مبكر وهي سابقة لم يلحظها الدستور اللبناني ولم تخطر ببال المشترع
هذا الواقع اظهر صورة تحالف اكتملت معالمه ما اضفى نوع من الحذر مقرونا بقلق من تحالف غير معلن يبدأ عند غبطة البطريرك الراعي معه الأحزاب المسيحية ونواب المعارضة المسيحية وحلفائهم من المستقلين او الوسطيين ، ولا ينتهي هذا الحلف باللقاء الديمقراطي ولا يخفي دعمه لرئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، ويرسم معالم مرحلة جديدة في الداخل اللبناني على أنقاض ماضي عهد العماد عون الذي التصقت به كل التهم.
بهذا الإطار يتكامل دور التحالف مع رئيس مجلس النواب وتعاطفه معه بما يناسب طرحه الدائم تدوير الزوايا وابتداع الحلول وايجاد تسويات تعيد السلطة، وتبعث الروح فيها مجددا ولو كان على جثة وطن مهترئ اقتصاده معدوم ينتظر فتات مساعدات يقتات بها شعبه من ذل العوز وهم يعيشون الغربة داخل الوطن مهجرين بلا رعاية امم ولا مؤسسات دولية، جل ما في جمعيات فتكت بعصب المجتمع ضربت مبادئ أساسية فيه بينما السلطة تعمل لاعادة إنتاج نفسها من جديد للسيطرة على مقدرات الوطن بعدما بددت أموال المودعين وقسّمت المواطنين الى طوائف متناحرة احتكرت قرار الوطن وتحكمت بمقومات العيش فيه وعينها اليوم على الثروة المدفونة في قعر البحر التي يعوّل عليها لإعادة ما تهدم من هيكل الوطن الا ان كل المؤشرات لا توحي بذلك
بناء لما تقدم يبقى صمت حزب الله اللغز الاكبر وهو اللاعب الأقوى والمهتم الأكثر وهو صاحب مشروع بناء الدولة” القوية العادلة” فكيف سيتصرف امام واقع سياسي مأذوم لا امل معه في حل ؟؟؟ كيف سيكون دور الحزب وهو مستهدف من معظم مكونات التحالف ؟؟؟ هل دستور الطائف قادر على بناء دولة واركانه اساس المشكلة بطريقة تعاطيهم مع الحكم وممارسته له ؟؟؟
هل يقبل حزب الله المستهدف بحكم قوى تدور بفلك الغرب امن لهم دستور الطائف حماية مكنهم السيطرة على كامل الوطن؟؟؟؟
كيف سيتعامل حزب الله مع قوى تعمل لتضييع ثروات الأجيال القادمة؟؟؟؟
فهل يقبل حزب الله بذلك او انه مضطر للمواجهة ؟؟؟
هل يحتكم حزب الله للظروف الدولية او يراعي التوازنات الداخلية ويرضى بانصاف حلول؟؟؟
وهل تسمح الظروف تسليم البلاد مجددا لسلطة رهنت نفسها للغرب !!!
ام ان آخر الدواء هو الكي !!!
كيف سيترجم موقف الحزب من ترسيم الحدود بعدما فتح رئيس الحكومة موضوع ترسيم الحدود البرية ؟؟؟
كيف سيكون مستقبل العلاقة مع الحكومة بغياب وممانعة التيار ؟؟ انها معركة لكن كيف سيكون شكلها وهل هي حرب إلغاء ؟؟؟ ام هي حرب سياسية تتحول الى عسكرية او تترجم إلى احداث أمنية!!!!
الى متى يستمر الحزب بالسكوت عن الحرب الاقتصادية ويهادن من يحمي مرتكبي مجازر أصحاب القرار المالي والاحتكاري وهو أول المستهدفين …

الايام المقبلة مسرح كبير تجسد تراجيديا السلطة في لبنان

د .محمد هزيمة

شارك الخبر
error: !!