الرد الايراني اعاد التوازن الى الشرق الاوسط وادخله مرحلة استقرار .
عاشت منطقة الشرق الاوسط عقودا من الزمن توتر وقلق شهدت حروب متعددة بسبب وجود اسرائيل كيان دخيل بدور استعماري وتفوق بالقدرة العسكرية دعم غربي مطلق واحتضان اميركي ابقى المنطقة ملتهبة برغم مؤتمرات السلام صكوك الاستسلام وكثرة برامج التطبيع بين الحكومات العربية والتي تشكل محميات اميركية لم يؤثر فيها التقارب مع اسرائيل سوى انه باعد بين الشعوب وحكوماتها وكشف زيف انظمة تعرت كليا بعد ما سمي “الربيع العربي” رغم انه صناعة اميركية باتقان الا انه لم يفهم حقيقة الشعوب وعمق ازمة العالم خاصة الشعوب العربية وما تعني فلسطين للامة الاسلامية وما ثمثل في وجدان اجيال لم تسلك درب الخنوع ولا تنطبق عليها دراسات المعاهد الاميركية الغربية ولا تناسب مواصفات ادوات الحكم وتسير بدروب الخيانة ترتع في مرابع المصالح الدولية تغامر بمصير الاوطان لتقامر في كازينوهات الغرب متنعمة بما تيسر من مواقع ونفوذ اموال نعيم عالمة وثمن مواقف تباع في اسواق النخاسة الدولية قسمت ابناء القضية بين ثوار فنادق ومؤتمرات او ثوار خنادق وانفاق ليختار اي من الفريقين العيش بترف ممزوج بذل التبعية والاستسلام او حياة عز مجبولة بكرامة معمدة بالدم والتضحية وتجلت “مقاومة” فصائل امتشقت العزبمة تسلحت بالشجاعة يحتضنها شعب امن بالقضية تجرع الصبر ومن انفاق تحت الارض حفرت بابرة الصبر وعزيمة الشجاع برؤية القائد غرد النصر محلقا يعانق افق السماء صدح مكبرا “طوفان الاقصى” من عزة يرقع اذان معادلة انهت ما قبلها واسقطت اسطورة جيش لا يقهر دفنت الهزيمة في ثرى الاستسلام والتطبيع ليشرق معها فجر جديد لعالم جديد ولد من رحم وحدة الساحات كشف حقيقة اسرائيل كيان ضعيف يحتاج حماية دولية تعاني ازمة وجود فتحت على ازمة قدرة تحمل وتفوق بهتت في معركة جدبة غرق جيشها على اسوار غزة المبنية باشلاء ابرياء شيوخ نساء واطفال تقتلهم الة عسكرية صهيونية بوقود عربي تهدم مستسفى مدرسة ومعبد لا تميز بين كنسية ومسجد الهدف استعادة دور يعيد لها هيبتها الاجرامية التي بنيت على دعائم ثلاث :
– الانظمة العربية خوفها وتبعيتها وارتباطها بالاميركي
– الاجرام الصهيوني القذر
– الدعم الاميركي المطلق سياسي وعسكري
وهذا الواقع حكم منطقة الشرق الاوسط عقود من الزمن منذ نشات الكيان الغاصب اسرائيل على ارض فلسطين وحول الشرق الاوسط منطقة متوترة بشكل دائم اوصل الى حالة الاستسلام عند الانظمة من كامب دايفيد وصولا الى مدريد وما بينهم “اتفاق العار في لبنان -١٧ ايار ” الذي سقط بضربة مقاومة وبعد عقد تقريبا ساقت اميركا الحكومات العربية فرادى من طابا الى وادي عربة وصولا لنار التطبيع التى اضرمت بجسد الامة وطالت السنتها الانظمة من الخليج وصولا الى المغرب العربي فاحت وقاحة بعد الربيع العربي الذي هو خريف الامة الغارفة بثباتها وتعيش وهم البقاء الذليل تحت رحمه الصهيوني وجل همها رضا الاميركي الذي كسرته ارادة المقاومة التي احتصنتها الجمهورية الاسلامية في ايران وشكلت متكأً لفصائلها تمدهم بالدعم عدة عتاد اعداد حماية سياسية ورعاية اثمرت طوفان نصر قلب معاظلة الاستسلام اظهر حقيقة اسرائيل “كيان مؤقت” احتاج باول احتكاك مع ابران حماية الدول الكبرى لتقيه ضربات الحرس الثوري التي ارادتها القيادة الحكيمة عقابية وليست انتقامية رد مدروس احتكمت فيه الجمهورية الاسلامية الى العقل والقدرة معا رسائل بكل الاتجاهات للصديق قبل العدو كانت لصداها وقع على المنطقة كلها ابعد من اسرائيل وصلت الى عواصم القرار ان الخطأ ممنوع والحرب مع ايران مكلفة وفيها نهاية حتمية لكيان اسرائيل وخسارة كبيرة لا يرغب بها الغرب الذي تخذبت اصابعه وقلمت اظافر نتنياهو الذي يعيش حاول اصطناع رد مسرحية سيئة الاخراج سخيفة صورة عن مكانة اسرائيل التي فقدت مكانتها على المسرح الدولي وموقعها في الشرق الاوسط وتحولت عبئا على العالم الغربي الذي ارادها قاعدة متقدمة تحمي مصالحه بالشرق الاوسط حتاجت حماية الدول العظمي في اول مواجهة فعلية رغم محدوديتها الا انها ارست معادلة شرق اوسط مستقر لن يبقى تحت رحمة بلطجة اسرائيل وهذا فتح باب باتجاه نهاية الكثير من الازمات لكنه يهدد حكومات يهز انظمة جل همها السلطة والبقاء بالحكم
د.محمد هزبمة كاتب سياسي باحث استراتيجي