جنون اسرائيل دليل عمق مأزقها “وما النصر الا صبر ساعة “
صموا اذانكم عن الإعلام العبري الناطق باللغة العربية, ولا تسمعوا ما يقوله العدو, بل انظروا لما تفعله المقاومة في كيان العدو, وكيف تدور الجبهة ولا تزال تمسك الميدان تقاتل ولا تقتل عكس الاسرائيلي وجيشة الذي يقتل ولا يقاتل يدمر المنازل يرتكب المجازر ويجر الويلات على كيانه، المحاصر لاول مرة منذ نشأته على أرض فلسطين غارق في بحر أزمات داخلية وأمواج صراع بين مكونات مجتمع مركب من عرقيات واثنيات جمعتهم أسطورة الحلم الموعود والهيكل المزعوم ،أرض المن والسلوى ، وطن أمن وامان بتفوق عسكري ودعم سياسي. يجره نتنياهو حاليا بمغامرة حرب ،حولته اكثر بقاع الارض خطرا حتى على المستوطنين أنفسهم تكشفت فيها حقيقة اسرائيل ،ووجها الإجرامي وضعفها أمام تمزق مجتمعها وتفككها من الداخل بصراعات عرقية عقائدية أعمق من سياسية سقطت معها عقيدة الاستيطان التي شكلت اساس في بنيان الكيان واستقدام قطعان اللاجئين من أصقاع المعمورة ليكونوا مجندين بقاعدة عسكرية لم تتحول وطنا يشعرهم بالامان والانتماء إليه بل كيان مددج بالسلاح وحروب مستمرة بسياسة وصمت بالجريمة وصراع على الهوية مع أصحاب الأرض الأصليين. ورفض المحيطين، ونزاع مستمر على السلطة لا يعرف الديمقراطية مبني على الفساد والجريمة المنظمة منقسم طبقيا، دينيا وسياسيا مجزء أكثر من ثمانين عرقا خلافا لكافة الأنظمة يعيش عقدة البقاء التي استغلها نتنياهو بحربه الحالية التي تعاطي معها أنها حرب وجود، ردا على التأمل الداخلي الذي أصاب المجتمع والانقسام الحاد الذي وصل تظاهرات مليونية في الشارع قبل طوفان الاقصى الشعرة التي قضمت ظهر اسرائيل والمعركة الخاسرة التي حسمت نتائجها منذ اليوم الأول ،وسقط فيها التفوق الاسرائيلي وانهارت العقيدة القتالية لجيش العدو الاسرائيلي التي بنيت على
المعارك القصيرة ، الحرب خارج حدود الكيان، المبادرة بالمعارك، توقيتها وتحديد مدتها وكل هذه خسرها الاسرائيلي رغم التفوق والتجهيز وخطوط الإمداد العسكرية المفتوحة أميركيا وغربيا بالتاوزي مع دعم سياسي لم يترجم انتصارا في غزة بتحقيق اي من أهدافه العسكرية او في السياسة على الجبهة اللبنانية لفصلها عن غزة وضرب وحدة الساحات العملية التي شكلت تحدٕ، لم يقف عند حدود نتنياهو، وحكومة كيانه بل وصل إلى البيت الأبيض وابعد من ساكنه بايدن إلى المرشح المنافس ترامب الذي أعلن بلا خجل بقاء اسرائيل مرهون بوصوله إلى البيت الأبيض وبداية شرق أوسط جديد شرايينه خط الحرير المشروع الذي بلفظ أنفاسه من بوابة الشرق ومن نافذة الجبهة وبوابة الميدان بعد توسع المعركة وتغير وجهها باتجاه حرب دولية يعتبرها نتنياهو ضرورة كي لا تبقى اسرائيل الخاسر الأوحد فيها وهو الخاسر الأكبر مقابل نجاح المقاومة بمشروعها على قاعدة من يربح بالحرب يفرض شروطه بالسياسة التي التقطتها المقاومة ولم تعط نتنياهو فرصة الحرب بالتوقيت الذي يخرجه من أزمته الداخليه رغم الاستفزاز المتكرر، لم تمنحه فرصة الحل الدبلوماسي ولم يغب عن قيادتها قرار العدو السير في التصعيد العسكري وتنفيذ عمليات قاسية جدا بهدف ضرب جهوزية المقاومة والتأثير في البيئة الحاضنة. تهويلا ،وترهيبا والتسويق لانتصارات تكتكية لا تغير في حجم الميدان وتوزنات القوى العسكرية بعدما اعتبر أن الظروف مناسبة بعد عملية البايجر واستشهاد القادة الذين لم يؤثر غيابهم عن الميدان من جهوزية المقاومة، وكيفية ادارة معركة نظيفة ضمن ثوابت محددة، ووتيرة تقدرها حاجة الجبهة وحدود المواجهة وكيفية التعامل مع أهداف محددة ألوية المقاومة حتى اللحظة فيها ضرب أنظمة الدفاع لشل قدرات العدو العسكرية وكانت نتائجه واضحة في الميدان من نوعية الأسلحة وطبيعة الأهداف، وأظهرت أن حزب الله استوعب الصدمة واستنزف خيارات العدو اولا، وثانيا سير الميدان أكد أن حزب الله اعاد استلام زمام المبادرة، ويبقى ثالثا ما ينتظر المقاومة بدأ تسجيل انتصارات استراتيجية وتفوقت بحرب العقول وصراع الإرادات مقابل بروباغندا الانتصارات الوهمية التي يسوقها العدو لنفسه ،ويبعها داخل مجتمعه . وهو يعلم أن المفاجآت بانتظاره ويخشي استمرار حرب يضطر فيها لمواجهة خمسة جبهات ويريد أن يقصر مدتها تحت تأثير الغارات، تهويل وتهديد لن يزيد المقاومة الا ثبات وثقة أن النصر قادم، والمقاومة قادرة والجبهة موحدة لا يمكن فصلها .
د محمد هزيمة
كاتب سياسي وباحث استراتيجي.