ضجيج القوات صدى ازمة وارباك داخلي
——————
حركت القوات اللبناتية الشارع المسيحي اثر حادثة اختفاء احد محازبيها وقبل معرفة تفاصيل ما جرى، فمنذ اللحظة الاولى للجريمة غابت لغة العقل والمنطق سقطت كل المعايير الوطنية قبل القانونية وجهت الاتهامات إلى حزب الله تحديدا ،بعد ان حيكت سيناريوهات تدعو للفتنة، تحرص على حرب أهلية ليست جديدة على تاريخ اليمين في لبنان واهدافه ،وصولا إلى نشأت القوات والكتائب تجهيزا وتدريبا عند العدو الإسرائيلي الذي يعمل دائما لتوتير الداخل اللبناني واشغال الساحة بفتن داخلية تنتقل إلى الشارع، بعد أشهر من حرب اعلايمة ومعركة استهداف سياسي افتراء، تحريض على المقاومة مواقف تقاطعت مع العدو إلى حد تطابق الأهداف، خاصة بعد عملية طوفان الاقصى وما تركت من آثار على الداخل اللبناني ، الذي لم يكن موحدا يوما على قضية وطنية ولم يقبل بسلاح المقاومة، الذي اثبت جدواه الاستراتيجية ونقل لبنان من القوي بضعفه، للقوى بمقاومته، مقررا على اي طاولة نسوية وليس طبقا عليها ، مسقطا جدوى نظرية “حياد لبنان” او “النأي بالنفس”
بالعودة الى اختفاء المواطن باسكال سليمان وهو أحد مكان في القوات اللبنانية، لم يتأخر كثيرا كشف الجريمة، دوافها واسبابها، لينين وفق كل التحقيقات وتعاون أجهزة الأمن السورية التي سلمت الموقوفين، انها ملف جنائي بحت ، وان الضحية باسكال سليمان قاده حظه العاثر لعصابة هدفت سلبه سيارته، استفردت به بعد فرار سيارة قبله امام عصابة امتهن افرادها سلب السيارات لتهريبها خارج لبنان، إلى تركيا او العراق عبر الأراضي السورية، وسقطت العصابة نتيجة جدية الاجهزة السورية بالملاحقة واحترافية بالتحقيق للمخابرات اللبنانية ومعلومات الامن تقاطعت بين الأجهزة ، تعاون فيها جميع اللبنانين الذين رفضوا الجريمة حتى المهربين على الحدود، وانجلت كامل خيوط الجريمة التي يبدو ان كشفها لم يرقى لقادة القوات، وعطل هدفهم بتوتير الداخل اللبناني ، ليجددوا اتهامهم المقاومة جذافا ، مطلقين العنان لعصبية اجتاحت شارعهم الغارق بعتصرية دفع ثمنها النازح السوري، الذي أقامت له القوات وحلفاؤها سابقا حفلات استقبال ومهرجانات دعم منذ بداية الأزمة السورية، محاولين استخدامهم ورقة ضغط في الداخل اللبناني للنفخ في بوق فتنة طائفية سنية شيعية، للتحريض على بيئة المقاومة، وذهب كل هذا لكن الدعم ذهب إدراج الرياح وطمست معالمه أمام واقع جديد، ترسم معالمه حرب غزة، وانتصار المقاومة فيه، والانفتاح العربي على سوريا التي صمدت محافظة على ثوابتها القومية والعروبية، وبدأت تستعيد دورها السياسي على الساحة الدولية في قلب عالم جديد بتوازنات ما بعد حرب أوكرانيا، وما ارخت على العالم ، بخاصة منطقة الشرق الأوسط التي تبدلت معالم القوة فيها، ودخلت المقاومة بمحورها مقررا على المسرح السياسي والعسكري، يتعاطى معهم الاميركي بواقعية وهي الدولة العظمي المحكومة لسياسية المصالح ، بعد تيقن أميركاوتسليمها بحقيقة سقوط إسرائيل الدور بهذه المرحلة؛ وسعي إدارة الرئيس بايدن المحافظة على الكيان، لترميم واقع يمنع خروج إسرائيل من المشهد السياسي كاملا، نتيجة فشل قيادتها ، وسوء إدارة نتنياهو وحكومته حربا تخسر فيها اسرائيل عسكريا كل يوم وتخشر سياسيا بخسارة تعاطفا دوليا تخسر معه إدارة ترامب من جمهورها وهي على أبواب انتخابات توصف الاصعب بتاريخ أميركا، تعتبر حرب غزة أبرز ناخبيها، وهذا يحكم السياسة الأميركية الحالية ودبلوماسيتها التي تعمل للحد من خسارة اسرائيل لدورها في الشرق الأوسط، ففي اخر لقاء جمع الاسبوع الماضي وفد المعارضة اللبنانية بنائب مساعد وزير الخارجية الأميركية للشرق الأدنى ، سمع الوفد كلام لم يرضيه، عن تسوية قد تنسحب على المنطقة بأكملها بما فيها لبنان وملف الرئاسة فيه، شكل هذا الكلام صدمة كبيرة و ارباك للمعارضة وتوترت القوات وقائدها، الذي حضر أمامه مشهد بداية تسعينات القرن الماضي ، وكيف انتهى به المطاف في زنزانة !!!!
فهل سيعيد التاريخ نفسه!؟؟ ليتقمص حاكم معراب من جديد دوره السابق في مجلسه الحربي ويحرك جحافل شعبية في الشارع المسيحي، مجموعات صدم قواتية تعتدي على المواطنين السوريين، بهدف الأطباق على الشارع المسيحي الذي يعاني فراغا سياسيا منذ مدة، برغم وفرة القيادات المتنافرة ، ولا يجمع معظمها إلا مشروع استعادة امتيازات لم تعد قابلة للحياة، عدة وعدد ونظام دولي جديد، لن يكون لبنان فيه دولة عميقة، وكالات حصرية، شركات امتياز ، ولن يفرض كبير معراب لنفسه كانتون سقط، لحظة سقوط حالات حتما، وانتهى مع نهاية حلم حدوده انتهت في قفص الإدانة قبل نهاية دولة مليشياته من كفرشيما الى لمدفون
د.محمد هزيمة كاتب وباحث سياسي واستراتيجي