نزاع في نزاع .. مواجهة القرن بين ايران واسرائيل وأميركا في عز الحرب على غزة
نزاع في نزاع .. مواجهة القرن بين ايران واسرائيل وأميركا
في عز الحرب على غزة
كتبت بتول خيرالله ناصيف,كاتبة و باحثة قانونية حازة على شهادة الماجستير في القانون الدولي العام .
نزاع في نزاع .. مواجهة القرن بين ايران واسرائيل وأميركا
في عز الحرب على غزة , وكأن اسرائيل أخطبوط لم يكتف بالعدوان والابادة الجماعية في حق غزة ليطال الهجوم على سوريا.ولكن هذه المرة بالتحديد على القتصلية الايرانية.حيث يعتبر هذا الهجوم الاكبر تاثيرا منذ بدء النزاع على سوريا و ابرز هدف محدثا موجة قلق و توتر عالمية بأوساط واشنطن و تحديدا البيت الأبيض و العدو .
ففي تصريح المرشد الاعلى في ايران علي خامنئي في صلاة العيد ,عبر عن رد ايران الحتمي على الاعتداء الاسرايلي حيث قال: “النظام الشرير ارتكب خطأ, اسرائيل ستنال العقاب.. يجب أن تعاقب و ستعاقب.”
ليعقبه تصريح وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان من دمشق ,قائلا:”اسرائيل ستحصل على الرد اللازم لهجومها على قنصليتنا في دمشق”.
فاللهيان يعتبر أن أميركا لها اليد و يتهمها ,و يرى أن اسرائيل قد اخترقت القوانبن الدولية بهجومها المشؤوم على القنصلية ,و فعلا في القانون الدولي العام ,يعتبر الهجوم على القنصليات جريمة انتهاك مقرالبعثات الدبلوماسية حسب اتفاقية فيينا للقنصليات و مع ذلك اسرائيل لم تكترث.و هل نتوقع اكتراثها وهي تقصف ولا تبالي غزة وأطفالها على مدار الساعة غير مبالية بقانون او محاكم ,او جرائم ضد
الانسانية و ابادة جماعية؟ بالطبع لا. و يا للسذاجة ان بالت..حقا .
هذا الهجوم ليس الأول من نوعه ليصيب أهدافا ايرانية أو تابعة لحزب الله,لكنه الاول من حيث الاستهداف .فلقد أسفرمقتل 13 شخ ًصا في الهجوم الذي وقع في 1 أبريل على مبنى القنصلية الإيرانية، بعد اعلان الحرس الثوري الايراني من بينهم مقتل العميد محمد رضا زاهدي قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سوريا و لبنان, و نائبه محمد هادي رحيمي ,وخمسة من الضباط المرافقين لهما في الهجوم على القنصلية.
و قال خامنئي في خضم ذلك:” أن القتصليات و السفارات في أي دولة هي بمثابة أراض لتلك الدولة ,و الهجوم على قنصليتنا يعني الهجوم على اراضينا.”
تخبط بايدن و اسرائيل
يبدو أن بايدن مثار من ايران و ينتابه القلق على أمن و أمانة اسرائيل , ولقد أبدى استيائه من تصريحات ايران و تهديداتها و تخطيطها للهجوم الغير متوقع مكانه و لا زمانه على الاراضي الاسرائيلية محاولا كل الحرص توجيه انذار مباشر لايران في تصريحه قائلا : ان التزامنا بأمن اسرائيل
ضد هذه التهديدات من إيران صارم- دعوني أقولها مرة أخرى , صارم.” وذلك في تصريحه يوم الاربعاء للصحفيين . Univisionفي البيت الابيض. وقد جاء تصريحه بعد بثه قبل أسبوع لمقابلة له على شبكة
حيث بين رأيه المتعارض مع نتانياهو و دعوته له لايقاف اطلاق النار فقط في غزة ,الا أنه يعتبر اعمال نتانياهو “بالخطأ”. فقد عبر عن احباطه و استياءه منه بعد مكالمتهما التي سادها التوتر هاتفيا ,خاصة بعد مقتل 7 من عمال الاغاثة في غزة.
وهذا لا يعني أن بايدن ضد نتانياهو ,بل على العكس تماما وهذا ما يحاول ايصاله بعض المسؤولين الاميركيين لايران و العالم, معتبرين أنه على الرغم من الاختلافات في الرأي بين الرئيسان ,الا أن اي هجوم على اسرائيل,سيقابل برد أميركي عدواني على ايران.
أما بالنسبة لاسرائيل,فهي لم تعلن للان عن مسؤوليتها عن الهجوم ,لكنها تقوم باتخاذ التدابير الاحترازية تصديا للهجوم المتوقع و المحتوم من ايران عليها. حقا, انها تبعد الشبهات عنها .يا للدهاء! نعم,اسرائيل بارعة في التخفي و الذكاء اللامتناهي.ففي الأسبوع الماضي، ألغى الجيش الإسرائيلي إجازات الجنود العاملين في وحدات قتالية واستدعى جنود .الاحتياط لدعم وحدات الدفاع الجوي.وقد
ورد عن وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس على وسائل التواصل الاجتماعي على تصريحات آية الله خامنئي بالقول إنه إذا هاجمت طهران من أراضيها، فإن إسرائيل سترد و”تهاجم إيران.
و في تصريح لوزير خارجية اسرائيل يسرائيل كاتس ,أن بلاده ليست خائفة من رد ايران,بعد تصريح الرئيس
الايراني ابراهيم رئيسي أن:” هذه الجريمة الجبانة لن تبقى دون رد”.
ويبدو حسب رأي بعض المحللين السياسيين , أن الاحتدام بين ايران و اسرائيل حتمي لا محال.
. فمن غير الواضح الشكل الذي سيتخذه أي هجوم انتقامي على يد ايران.
إن قيام إيران بضرب إسرائيل بشكل مباشر من شأنه أن يخاطر بتصعيد أكبر في الصراع، ويقول المحللون أن ايران لا تملك القدرة عسكريا اللازمة لمواجهة كبيرة مع العدو و وقوع الاحتدام . الا أن ذلك لا يمنع من هجوم الكتلروني عليها و استعانتها ببديل محتمل كحماس أو حزب الله و من المرجح أكثر حزب الله نظرا لامتلاكه قدرة عسكرية أكثر على شن الهجوم و الحاق الضرر الكافي باسرائيل ,علما أن اسرائيل و حزب الله يتبادلون لللحظة اطلاق النار عبر
الحدود من لبنان بشكل شبه يومي.فلا يسعنا الا التوقع و الانتظار بالاتيان بالبينة من مفاعيل بطش و عدوان اسرائيل و حبها للتملك و العدوان على كافة الاصعدة..