رصاص الشعب الطائش ، ماذا فعل في بعلبك ؟
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
تسببت امس نتائج الثانوية العامة بمختلف فروعها بقاعاً بأضرار ومجازر بالممتلكات العامة وبالارواح البشريةكنا بالغنى عنها لو تعقلنا واهتدينا بالرحمن.
سبب الرصاص العشوائي والطائش أبتهاجا بالنجاح ثقوبا في خزانات المياه والمازوت الفارغة اصلاً لضيق الحال او لغياب مزمن في التيار.
لم تقتصر أضرار الرصاص الطائش بالواح الطاقة الشمسية او باسقف الواح الاترنيت التجميلية فقط إنما زادت امعانا بترويع النساء والاطفال.
اوقع الرصاص الطائش المتفلت والارعن ضحايا بشرية تسببت بعاهات وندوب لن يمحوها الزمن.
ادى الرصاص المتساقط الذي اطلق على مدار اكثر من ساعتين مساء امس الخميس احتفاءاً بالشهادات لأصابة اربعة اشخاص.
نعم دفع الرصاص الطائش الذي تساقط كالمطر الناس للاحتماء تحت أسقف الابنية وشرفات المنازل.
استمرت المسرحية اكثر من اربعة ساعات استمرت من ساعة صدور النتائج حتى ساعات ما بعد منتصف الليل لمن تخلّف عن معرفة نتيجة ولده او قريبه.
لم يفرق الرصاص الطائش بين الأعمار فاوقع ضحايا بينهم أطفال لا ذنب لهم، ولا حول ولا قوة، الا انهم استسلموا لمجموعات عشوائية من الهمج الرعاع،
فاستقرت رصاصة طائشة في العامود الفقري لنورا علي جعفر من سكان حي الشراونة في بعلبك وما زالت تخضع للعلاج في احد مستشفيات زحلة.
نورا من مواليد ١٩٨٦ وهي أم لأربعة أطفال مصيرها اليوم مهدداً بالشلل.
واصيب أيضاً كل ح. طليس برصاصة طائشةعند مفرق بلدة بريتال ونقل الى مستشفى دار الامل الجامعي في دورس للمعالجة.
كما اصيب احد ابناء حسين عبدو يونس من بريتال أيضاً برصاصة في فخذه
ولم يسلم من رصاصنا نازح سوري في بلدة حزين غربي بعلبك هرب مع عائلته من جحيم رصاص احاث سوريا.
اما الغريب هو أن نتوقف عند استفاضة مجموعة من النقاد وقد تباروا على خلفية تأخير صدور نتائج الشهادة المتوسطة (البريفيه) في حفلة مزايدات شنتها بعض وسائل الإعلام المرئي والمسموع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي اعتراضاً على قراره اي الوزير في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي الذي طلب تأخير صدور النتائج ساعات الفجر تلافياً لتفادي هكذا مشاكل ولقطع الطريق على مطلقي الرصاص ، وكأنه كان مدركاً لقراءة ما يجول في عقولنا.
قرار الوزير يومها ازعج البعض من الناس عملاً بمقولة ان مصائب قوم عند قوم فوائد. فقامت الدنيا ولم تقعد اعتراضاً ذلك لكن من عرف السبب بطُل العجب، فابتلعت الأرض يومها ملايين الرصاص المتساقط الذي لفظته سماء عشوائياتنا وثقافتنا آل ممجوجة والمتهورة من أناس رعاع جهلة بنوا نجاحاتهم على ضرر الأبرياء، واقتصرت الأضرار حينها على الممتلكات والخزانات والواح الطاقة الشمسية،
وبالعودة مساءات امس الخميس ومع صدور نتائج البكالوريا لم يستثنِ رصاصنا الطائش احد فضرب في الأرواح والممتلكات فتضررت الواح الواح الطاقة وخزانات المياه والمازوت والواح القرميد ولم تسلم من رصاصنا حتى الحيوانات التي تتلقط رزقها في البراري كما الطيور المذعورة.
وكل نتائج وانتم بالف خير.
هذا هو نحن، فإن الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
فمبروك للناجحين ولا بارك الله بكل من اطلق رصاصة تسببت ضررا بالاراوح او بالممتلكات والمقتنيات.
فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
