الإخبارية اللبنانية

أخبار لبنان والعالم

لإعلاناتكم التواصل
معنا على الرقم
03109558

أخبار سياسية - محلية وعالمية

الحرب إن اندلعت ستكون وجودية ، وستبدأ بكل الاوراق

الحرب إن اندلعت ستكون وجودية ، وستبدأ بكل الاوراق

كتب موهار مدحت زعيتر
٢٥ ت١ ٢٠٢٥

ما سأقدّمه هو تحليلاً استراتيجياً من منظور عسكري-سياسي عام، لا يتضمّن أي معلومات سرّية أو ميدانية، بل يستند إلى تجارب سابقة للمقاومة اللبنانية، وتصريحات وخطابات علنية، وتحليل خبراء غربيين وإسرائيليين عن “قدرات غير معلنة”.

أولاً: مفهوم “المفاجأة” في عقيدة المقاومة اللبنانية

المقاومة في لبنان تعتمد منذ التسعينيات على مبدأ المفاجأة المتدرجة، أي أنها لا تكشف كامل قدراتها إلا في لحظة المواجهة، فتُحدث صدمة للعدو وتغيّر معادلاته.
الهدف من المفاجأة ليس فقط تكتيكياً، بل نفسياً وردعياً: أن يفقد العدو يقينه بأنه يعرف كل ما تملكه المقاومة.

ثانياً: أنواع المفاجآت المحتملة في حال اندلاع الحرب

1. مفاجأة المدى والنطاق الناري

في كل حرب، تظهر صواريخ جديدة بمدى أبعد ودقّة أعلى مما توقعه الخصم.

الخبراء الإسرائيليون يتحدثون عن أن المقاومة قد تكون طوّرت جيلًا من الصواريخ الدقيقة قادرًا على إصابة أهداف في العمق (مناطق استراتيجية أو قواعد جوية).

هذه المفاجأة ستكون “ميدانية-ردعية”؛ أي أنّ أولى الضربات ستحدد قواعد اللعبة الجديدة.

دلالة ذلك: العدو قد يُفاجأ بأن المدى الحقيقي للقدرات النارية تجاوز ما قدّره مسبقاً، مما يغيّر خططه الدفاعية والهجومية.

2. مفاجأة الدفاع الجوي

في السنوات الأخيرة، ظهرت مؤشرات (وفق تقارير مفتوحة المصدر) على أن المقاومة طوّرت منظومات دفاع جوي قصيرة المدى.

المفاجأة هنا لن تكون بإسقاط طائرات حربية بالضرورة، بل بتقييد حرية الطيران المنخفض والمسيّرات في سماء الجنوب والبقاع.

إسقاط بضع طائرات أو تشويشها سيكون له أثر نفسي واستراتيجي ضخم.

هذه المفاجأة محتملة جداً لأن الحزب أشار في أكثر من خطاب إلى “تحييد سلاح الجو المعادي جزئياً في الحرب المقبلة”.

3. مفاجأة الميدان البري والأنفاق

إسرائيل نفسها اعترفت سابقًا بأن المقاومة بنت شبكة دفاعية وهجومية تحت الأرض تمتد على عشرات الكيلومترات.

المفاجأة الجديدة قد تكون في الربط بين الجبهات: من الجنوب إلى العمق، أو من البقاع نحو الجليل، عبر أنفاق أو طرق نارية مغلقة.

هذا يتيح تنفيذ عمليات تسلّل محدودة إلى داخل الأراضي المحتلة، ما يسمّى بـ”هجوم رمزي على المستوطنات زمنياً وتحليل احتمالات اندلاع الحرب ومتى قد تنفجر المفاجآت وفق المؤشرات الميدانية الحالية (تصعيد، تحركات، تصريحات)؟ الحدودية”.

أثرها: كسر الخط الأحمر التاريخي الذي يمنع عبور مقاتلين إلى الجانب الآخر من الحدود.

4. مفاجأة البحر والمسيّرات

المقاومة كشفت في 2024 عن مسيّرات استطلاعية متقدّمة وصلت إلى مواقع بحرية.

المفاجأة القادمة قد تكون مسيّرات انتحارية بحرية أو هجومية تستهدف القطع البحرية أو منشآت الغاز الإسرائيلية في المتوسط.

أيضاً قد تستخدم زوارق غير مأهولة أو ألغاماً بحرية ذكية.

هذا النوع من المفاجأة سيُحدث صدمة اقتصادية وسياسية كبيرة لأن الجبهة البحرية عادة أقلّ تحصيناً.

5. مفاجأة الحرب الإلكترونية والمعلوماتية

في الحرب المقبلة، من المرجّح أن المقاومة تستخدم قدرات تشويش إلكتروني واختراق اتصالات وربما بثّ مضاد.

يمكن أن تُبثّ رسائل ميدانية على ترددات الجيش الإسرائيلي أو يتم تعطيل اتصالات الطائرات بدون طيار مؤقتاً.

حتى مفاجآت “إعلامية-نفسية” مثل نشر مقاطع مباشرة من مواقع العدو ستكون سلاحاً جديداً.

6. مفاجأة التوقيت والتوزيع الجغرافي

لا يستبعد أن تتوسع الجبهة شمالاً وشرقاً، أو أن تُفتح نقاط اشتباك جديدة تربك العدو.

أي أن الحرب لن تقتصر على الجنوب، بل ستكون متعددة المحاور والمناطق.

من المحتمل أن تندلع المفاجأة في ساعة غير متوقعة، ربما قبل إعلان الحرب رسمياً، عبر عملية استباقية.

ثالثاً: المفاجأة الكبرى (التي لا تُعلن)

أكبر مفاجأة في كل الحروب الماضية لم تكن في السلاح، بل في الجاهزية.
حين ظنّ العدو أن المقاومة مرهَقة أو منشغلة بالأوضاع الداخلية، فوجئ بقدرتها على القتال المنظّم والمطوّل.
لذلك، يُرجّح أن المفاجأة الكبرى المقبلة ستكون في سرعة الردّ وكثافة النيران الأولى، أي أن أول 24 ساعة ستحدّد ميزان الحرب.

رابعاً: خلاصة تحليلية

المقاومة في لبنان تدرك أن الحرب المقبلة إن اندلعت ستكون وجودية، لذلك ستبدأها بـ”كل الأوراق”.

المفاجآت ستكون مركّبة: نارية + ميدانية + إلكترونية + نفسية.

العدو يدرك ذلك، ولهذا يحاول تجنّب الحرب الشاملة لأنّه يخشى مفاجأة لم يرَها بعد.

شارك الخبر
error: !!