الإخبارية اللبنانية

أخبار لبنان والعالم

لإعلاناتكم التواصل
معنا على الرقم
03109558

متفرقات

هذا ما حصل في مركز الامن العام اللبناني في الهرمل !

هذا ما حصل في مركز الأمن العام اللبناني في الهرمل

كتبت ملاك جعفر
١٣ تشرين الاول ٢٠٢٥

قصدتُ مركز الأمن العام اللبناني في سراي الهرمل وأنا أحمل في قلبي شيئًا من التوجّس، كأي مواطنة تسمع يوميًا أن إدارات الدولة باتت مرهقة، وأن موظفي القطاع العام “يتفشّشون” بالمواطنين من ضيق الأحوال الاقتصادية التي تخنق البلاد والعباد.

لكن ما شهدته في مركز الأمن العام في الهرمل كان على النقيض تمامًا من تلك الصورة النمطية. فمنذ اللحظة الأولى، تبددت كل المخاوف بابتسامةٍ صادقةٍ من عناصر الأمن العام وهم يبادلون المراجعين التحية الصباحية بأدبٍ واحترامٍ، ويهتمون بإنجاز المعاملات بسرعةٍ ومسؤوليةٍ لافتة.

في خضم ذلك المشهد الإيجابي، لفتني حضور رجلٍ مسنٍّ برفقة حفيده، طفلٍ من ذوي الاحتياجات الخاصة، جاء لإنجاز معاملة تخصه بصفته وصيّه. توقعت أن تنتابهما معاناة المراجعة والانتظار، لكن المفاجأة كانت في إنسانية عناصر الأمن العام الذين استقبلوهما وقوفًا، وسارعوا لمساعدتهما في الجلوس وتقديم الدعم بكل احترامٍ ولباقة.

الطفل، بحالته الخاصة، بدأ يتذمر أحيانًا ويتصرف بعفويةٍ بريئةٍ تارةً أخرى، لكن عناصر المركز لم يضجروا، بل تحوّلوا إلى “دادا” حنونٍ، يلاطفونه ويهدئونه ويغمرونه بعاطفةٍ نادرةٍ في مؤسساتنا الرسمية. حتى رئيس المركز، بلفتةٍ جميلةٍ تعبّر عن روح القيادة الأخلاقية، قدّم له من حبوب الحلوى الموضوعة على طاولته والمخصصة لزائريه.

ذلك المشهد الصادق اختصر معنى “الأمن العام” الحقيقي، ليس فقط أمن الحدود والمعابر، بل الأمن الإنساني والاجتماعي الذي يعكس أخلاق المؤسسة ومناقبية ضباطها وأفرادها.

من هنا، أجد لزامًا عليّ أن أوجه كلمة شكر قلبية إلى المديرية العامة للأمن العام، قيادةً وضباطًا وعناصر، على الصورة الحضارية والإنسانية التي يجسدونها يومًا بعد يوم في مختلف المناطق، ولا سيما في الهرمل، حيث أثبت هذا المركز أن الإنسانية ما زالت تنبض في مؤسساتنا، وأن الاحترام لا يحتاج إلى قوانين بقدر ما يحتاج إلى ضميرٍ حيٍّ ووجوهٍ صافية.

تحية تقدير من القلب…
إلى رجال الأمن العام اللبناني، الذين يحملون على أكتافهم أمن الوطن، وعلى وجوههم إنسانية تليق بلبنان الذي نحلم به.

شارك الخبر
error: !!