لبنان بين نزاع وانتزاع
——-
دخل لبنان مرحلة جديدة فرضتها الظروف السياسية وتاثير الأزمة العالمية وما انعكس جراء الحرب التي تدور معاركها على الأراضي الأوكرانية حرباً طاحنة على أبواب أوروبا الغربية خلّفت ازمات كبيرة أضيفت إلى ضحايا الحرب وويلاتها،
فقد شهدت دول الاتحاد الأوربي حالة غير مسبوقة لم تشهدها حتى إبان الحرب العالمية دخلت معها اقتصاديات دول عظمى بحالة من الركود واتجه ميزانها التجاري نجوى العجز في حين الحلول ليست بالسهلة. وان استمرار الأزمة ينذر بكارثة تطال كل نواحي الحياة، وكلما تأخر الوقت بالحل تصعب المعالجة وتتفاقم تبعاتها يوما بعد يوم . فالطاقة سبب الحروب ، وهي معيار يحكم تحالفات دول وعلاقاتها السياسية والتوازنات بينها، وهي تدخل في حماية أنظمة، وتسهيل انقلاب على اخرى، فكما هي حقول حياة اليوم اصبحت اداة موت سريري لدول كانت حافزاً لنمو الاقتصاد هي سبب وهن فتك فيها وكانت لا تزال حتى الامس من أقوى اقتصاديات دول العالم ورائدة الصناعة والتكنولوجيا والتقدم وصاحبة برامج السباق مع الزمن من أجل رفاه شعوبها
نعم ان أزمة الطاقة تحولت إلى كابوس خانق لمعظم الدول خاصة دول الاتحاد الأوروبي التي يدفع شعوبها ثمن الطاعة لأميركا بعدما تكلف دافع الضرائب أمولا لا تحصى لبناء قوة عسكرية قيل إنها درع حماية من الأخطار “الناتو” ، وهو الحلف الأضخم على مستوى العالم انضوت فيه دول متقدمة صاحبة الاقتصاديات المتفوقة،فأذا به يقف عاجزا امام حرب عالمية، جل ما فعلة بيانات دعم لم تترجم على الجبهات المشتعلة الا تراجع لدوره وفقدان مناطق عسكرية على الأرض وخسارات استراتيجية متلاحقة لم تنته، فكل دولة من أعضاء الحلف لها حساباتها الخاصة والعالم يرسم خارطة سياسية جديدة “الطاقة” الهدف والمنطقة الساخنة هي الشرق الأوسط وتحديدا البحر المتوسط دول الحوض الشرقي منه حيث الحرب لو قدر لها ان انطلقت ستكون مدمرة للجميع ولن تحقق فيها اميركا اي انتصار مضمون ولن تحصل القارة العجوز على حاجتها من الغاز ، وفصل الشتاء لن ينتظر مناورات الادارة الاميريكية منتظراً إشارة منها او يراعي تململ مواطني دول الاتحاد الأوروبي التي لا تزال حكوماتها تسير بركب الغطرسة الاميريكية وهي صبت جل اهتمام قيادتها على كيفية إدارة العملية الانتخابية التي تعتبر الأصعب والأخطر بعدما حصلت الانتخابات الماضية وما شهدت فوضى لم تعرفها أنظمة العالم الثالث، فالواقع الداخلي في اميركا لم يتغير ورهان الإدارة الحالية على تحقيق إنجاز إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران التي لم تعد بدورها متحمسة له كثيرا وغير مستعدة للتراجع قيد أنملة وعامل الوقت لصالح الجمهورية الإسلامية ما يؤشر لإطالة امد الأزمة الدولية ضمن آلية رسم خطوط منع اشتباك مباشر لفترة لن تكون قصيرة ،
وهذا يوجب على اللبنانيين الاستفادة من الواقع المستجد وانتزاع الفرصة لإيجاد طريقة (إدارة الأزمة) ما يخفف من اهوالها وانعكاسها السلبي على الحياة الاقتصادية والاجتماعية ومن انهاك المالية العامة، وبالتالي فإن الهروب أصبح حكما يوصل لحالة نزاع داخلي نعرف اين وكيف تبدأ لكن لا نعرف كيف ومتى تنتهي، وما ستخلف من تداعيات على وطن منهك تجاوز فيه الفقر خط التسعين بالماية منهم ستين “فقر مدقع” – بحسب تقارير دولية-منهم البنك الدولي الذي أكد منذ ايام أن الحكومة اللبنانية تتهرب من مسؤوليتها ولم تبادر إلى أي إصلاح تعهدت به وبدورها غارقة في أزمة سياسية اثبتت عقم النظام وعدم اهليته لبناء دولة، وكل ما هو مطلوب حالياً :
“حكومة ادارة أزمة ” بعيدا عن الانقسام السياسي والمصالح الفردية وتعنت اهل الحكم لتجنيب لبنان نزاع يضاف إلى أزمته الكارثية
د. محمد هزيمة