رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف : تتخوف من تطيير حقوق الناس في العملية الانتخابية
أحيت الكتلة الشعبية، الذكرى السادسة على رحيل الوزير والنائب السابق الياس سكاف، بقداس وجناز أقيم في كنيسة سيدة النجاة في زحلة، ترأس القداس راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش وحضره جمع من المحبين.
المطران عصام يوحنا درويش : قال في عظته نجتمع اليوم في كاتدرائية سيدة النجاة لنصلي معاً لراحة نفس أخينا ايلي جوزف سكاف، نصلي ونتذكر، بأننا، ورغم رحيلة منذ ست سنوات، مازال يسكن في قلوب محبيه، فذكر الصديقين والأبرار والصالحين والحكماء والطيبين والقديسين يدوم إلى الأبد.
اضاف المطران درويش : باسمي واسم أصحاب السيادة المطران جوزف معوض، والمطران أنطونيوس الصوري والمطران نيفن صيقلي، والأخوة الكهنة، وهذا الجمهور الكريم، نتوجه بمحبتنا وتعزيتنا من السيدة ميريام، ومن ولديها جوزف وجبران، ومن جميع آل سكاف، ومن الكتلة الشعبية ومن جميع محبي المرحوم ايلي سكاف. نسأل الله أن يمنَّ علينا وعلى مدينتنا بأمثاله. ايها الأخوات والأخوة ايلي سكاف هو واحد من الذين زرعوا الخير، وزرعوه بوفرة، فكتب بحبه وتواضعه وصدقه وشفافيته، فصلاً مضيئا من تاريخ زحلة والبقاع، فصار مثلا ومثالا، للسياسي “الآدمي”، الذي يتفانى في العطاء والخدمة، وكان بتواضعه الأول، وبتضحياته الأكبر، وبخدماته الأقوى، وبعلاقاته الأنقى. لذلك لم يغادرنا، ايلي سكاف، ولم يرحل عنا، فهو باقٍ في كنائسنا وبيوتنا ونوادينا وشوارعنا وفي سهلنا وهضابنا وفي كل زاوية من هذه المدينة ومن هذا البقاع الرحب. هو باقٍ في نهجه وحاضرٌ في ضميرِ كلِّ من يريد ان يتعاطى الشأن العام، وكلِّ من يريد حُرمةَ زحلة، وكلِّ من يريد أن يحافظَ على خصوصيتها، وكلِّ من يريد لها الانفتاح على الطيبين في هذا السهل الواسع، تحت راية الوطن. هو باق لأن التاريخ لا ينسى الكبار، ولأن زحلة تعشق الوفاء.
وبعد القداس، ألقت رئيسة الكتلة السيدة ميريام سكاف كلمة استعادت فيها مزايا الراحل و”أياديه البيضاء التي لم تتلوث بفساد السلطة”، وقدمت الشكر للحضور ومحبي سكاف “الذين يعرفون قيمة الوفاء
وقالت إن الكتلة لم تحد يوماًعن خط الوزير الراحل ولم تبدل لونها أو تساوم على قضاياها، وكان خطها الوقوف الى جانب الناس ونقطة على السطر مهما كانت الاعتبارات والحساسيات السياسية ومراعاة الاطراف”.
وأشارت الى أنها “وقفت منذ اول ثورة 17 تشرين الى جانب الشارع، وأنها لليوم لا تزال على موقفها لان لا شيء تغير في السلطة، تذهب حكومات، تأتي حكومات، أسماء فقط تتبدل لكن الاداء نفسه”، واصفة السلطة ب”الحرامية التي سرقت شعبها ونهبت امواله وراحت تتجادل على تدقيق جنائي”، معتبرة أن “كل ذلك هو استعراض مسرحيات، فالكل يعلم أن الحرامي لا يزال يمثل دور الحامي”.
وأكدت سكاف أنها مع التدقيق واستعادة الاموال المنهوبة وقالت انها “مع استعادة السلطة المنهوبة، وهذاالهدف لن يتحقق إلا عبر عملية ديموقراطية بدأها الشباب في الجامعات، وتوجتها انتخابات النقابات وحرمت على الاحزاب خوض معارك خاسرة”.
ودعت الى “وحدة الصف بكل مكونات المعارضة والحراك والثورة والمجتمع المدني، والامل بهذا الصف الكبير، لاننا جربنا سلطة أنانية استنسابية لا تعيش إلا على تجييش طائفي وإثارة العصب المذهبي، فهذا بيتها وحصانتها وسبب وجودها”.
وعن الاقطاع والبيوت السياسية قالت سكاف: “ان هذا البيت شاهد على مراحل كانت فيها السياسة بخدمة الشعب، وكان فيها إيلي سكاف لا يعرف من السلطة الا مصلحة الناس وليس مصلحته الخاصة ولا يحارب بسلاح الطائفية، وإذا كان هذا هو الاقطاع نعم أنا أفتخر أنني انتمي الى هذا الاقطاع”.
وخاطبت الجيل الذي لم يعاصر حقبات سابقة قائلة: “إن عائلة سكاف من الياس الجد الى جوزيف فالياس الابن كانت مجندة لخدمة الناس، ولم تستعمل بدعة إدعاء التمثيل، أما ايلي سكاف فكانت تتم محاربته في ماله وعقاره ومع ذلك كان يخرج لقول لا للفساد والتبعية”.
وإذ أكدت سكاف سيرها مع ثوابت الحق قالت: “إن هذا الحق اليوم يتمثل بحقيقة تفجير مرفأ بيروت لاراحة نفوس الشهداء وطمأنينة ذويهم، وللوصول الى هذه الغاية يجب ألا يكون هناك من خيمة سياسية فوق رأس أحد مهما كانت الاسباب والدوافع القانونية”، لافتة الى ان “المجلس الاعلى لمحاسبة الرؤساء والوزراء هو مكون هجين هدفه حمايتهم”، سائلة: “ما المشكلة في مثول السياسيين أمام القضاء العادي؟ رؤساء في العالم يتحاكمون أمام القضاء العادي حيث لا مجالس تحميهم”، لافتة الى أنه “لو كان الوزير سكاف مسؤولا في وزارته في زمن وصول النترات الى بيروت لأدلت بشهادتها اليوم نيابة عنه، لكن سكاف كان قد غادر السلطة والحياة قبل هذا التوقيت”.
وأضافت: “إن هذا الموقف ينعكس على كل حدث وكل حقيقة، في المرفأ وفي الطيونة، حيث خسرنا أرواحا غالية على قلوب اهلها، كما اهتز الامن وروع الطلاب والسكان والآمنين في مناطق بدارو وعين الرمانة”، متسائلة عن “عمليات القنص السياسي ومن المستفيد بفتح محاور وجروح حرب”، رافضة “العودة الى الكانتونات والمحميات السياسية”.
وقالت: “نعم نحن ندعم قاضي التحقيق طارق البيطار وكل قاض يذهب الى كسر الهالة السياسية ويتجرأ رغم كل الضغوط ان يصير رمزا لبنانيا في قضاء مرتهن”.
وأبدت سكاف تخوفها من “تطيير حقوق الناس في العملية الانتخابية، وصولا الى تطيير الانتخابات برمتها، لانها لن تكون على مزاج الحكم، وقد تؤدي الى خسائر في مقاعده وصفوفه”، مضيفة: “بدأنا نلمس هذا التوجه من خلال الصراعات والحروب الاستباقية بين مكونات السلطة نفسها على مواعيد هذه الانتخابات وقانونها”، متسائلة: “هل انعدمت الايام التي سنجري فيهاالانتخابات؟ هل أضاعوا الزمن؟”.
وختمت سكاف متمنية للبنانيين، “لبنان افضل أسس له كثيرون من كبار بلادنا، بينهم عائلة سكاف وإبنها ايلي، الرجل الطالع من قلب مدينة ما عرفت إلا الوفاء وحتى في غيابه فهو يبادلكم الوفاء”