التنظير :” جرثومة في طريق المشروع الهادف

زياد العسل

كثيرة هي القضايا العربية التي تحتاج لمشروع عربي واضح وصريح لمواجهتها, في خضم التطور والتسارع العاصف على الصعيد التقني والرقمي الذي يشير بشكل صريح أن لا مقاربة من مقاربات الامس يمكن أن تُعتمد في قراءة اللحظة الحالية, ومن أبرز الجراثيم التي تعيق التقدم العربي هي فكرة” التنظير ” دون أن يكون هناك أي مشروع واضح وصريح يواجه قضايا الأمة والمنطقة، ولا يمكن أن نقارع الحروب الحديثة والعصف الفكري والتقني والمعلوماتي الحديث بأدوات قد مضى عليها الزمن على صعيد طرق وٱليات المواجهة.

الامل وتحقيق النصر على المتربصين بحضارتنا وثقافتا وفكرنا لا يمكن أن يكون بالتنظير فقط, بل بوجود خطة واضحة تقاس بعامل الزمن والامكانيات والرؤى التي تنبثق من الخبرة والعلم والمعرفة اليقينية بخبايا المشهد العربي, فكثير من المؤتمرات والندوات التي تعقد على أرض الواقع أو عبر تطبيق zoom أو سواه, لا تعدو سوى محطات اجتماعية تنتهي بتوصيات تذهب أدراج الرياح, أو تطبع على ورق يُمسح به الزجاج او تحتضنه فطائر الزعتر, وهذا ليس مبالغة بل حقيقة يمكن استنتاجها من واقع الحال الذي يشرح دون أدنى جهد أو عناء ترهل اي مشروع مقابل, وان كانت بعض الدول قد عبرت أشواطا كبيرة في النمو والازدهار والابداع.

مهما عظُم الحلم وكبُر سواء على صعيد الأفراد والجماعات, لا يمكن له أن ينبت ثمرا طيّبًا دون أن يكون متبوعًا ببرنامجٍ واضحٍ وصريح ٍ عند الحركة التي تعده بغض النظر عن نوعه “الثقافي, وانما يجب أن يكون هذا الفكر محاطًا برؤية استراتيجية واضحة وصريحة تجعل الامل يطفو على سطح المنطق, وليس فقط جملًا تحفيزية عبر التواصل الاجتماعي لا تسمن ولا تغني من جوع, فالمشهد في منطقتنا خصوصًا يحتاج عملًا يوميًّا تراكميًّا ونضالًا سياسيًّا وفكريًّا على الدوام , لا ثقافة التنظير التي تعرقل الشعوب.