الإخبارية اللبنانية

أخبار لبنان والعالم

لإعلاناتكم التواصل
معنا على الرقم
03109558

متفرقات

جبران باسيل… “الجمل الذي لم يرَ حردبتو”!

جبران باسيل… “الجمل الذي لم يرَ حردبتو”!

“من ملف التعليم إلى العفو العام… باسيل لا يرى إلا من منظاره الطائفي”.

بقلم التربوي وسام العريضي
٧ تشرين الاول ٢٠٢٥

تتجه وزارة التربية اللبنانية اليوم إلى مقاربة إنسانية واقعية لقضية الطلاب السوريين النازحين الجدد، تحت مبدأ “حق التعليم لكل طفل”، كما نصّت عليه القوانين الدولية والمحلية، بعيداً عن الحسابات الطائفية الضيقة والمزايدات السياسية المقيتة.

القضية ليست “توطيناً” ولا “مشروعاً ديموغرافياً”، بل هي مسؤولية أخلاقية ووطنية أمام أطفال وجدوا أنفسهم ضحية حروب وأهواء لم يختاروها، نزحوا إلى لبنان بعد تبدّل المعادلات في سوريا، وجرّتهم هويتهم الطائفية لا إرادتهم. هؤلاء علويون ودروز وشيعة نزحوا خوفاً من القتل، لا طمعاً في وطنٍ بديل، فهل يُعاقب الطفل على مذهبه؟

لكن، وكالعادة، يطلّ علينا النائب جبران باسيل بمسرحيته الشعبوية المعتادة، متّهماً وزارة التربية بأنها تسجّل الطلاب السوريين “من دون مستندات”، متجاهلاً أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين نفسها رفضت تسجيلهم لأسباب سياسية خارجية وخارجة عن إرادتهم.

خطاب باسيل ليس سوى استثمارٍ جديد في الخزان الطائفي الذي يعتاش عليه منذ سنوات، إذ يعرف تماماً أن أعداد النازحين المسيحيين أقل من أعداد المسلمين، فيحوّل المأساة الإنسانية إلى مادة انتخابية، والطفل السوري إلى “قضية ديموغرافية”.

فلنعد قليلاً بالذاكرة:
بعد عام 2011، حين كانت وزارة التربية بيد “الفريق البرتقالي” نفسه، كان ملف تعليم السوريين تحت وصايتهم الكاملة. المنح الدولية، الهبات، التمويل الخارجي، المدارس المؤقتة… كلها كانت تُدار من قلب التيار. يومها، أين كان صوت باسيل؟
لماذا لم نسمع عن “الهوية” و“الطائفية” و“الوثائق”؟
ألم تتصاعد روائح الفساد حينها حتى وصلت إلى العلن؟ ألم تُبنَ مدارس من رمال، وأموال من ذهب؟

صمت باسيل يومها لأن الاستفادة السياسية والمالية كانت مضمونة، أما اليوم، فحين تعمل وزارة التربية بمسؤولية وإنصاف، يثور فجأة وكأن النزاهة باتت خطراً على مشروعه الشعبوي.

ولا ننسى أنه حين أطلقت الدولة اللبنانية قضية العفو العام، أطلّ باسيل بذات الذهنية الطائفية، رابطاً العفو حصراً بقضية العفو عن العملاء، فقط كي يشمل مسيحيين . وبهذا الموقف، عطّل ولادة العفو العام، ليبقى الوطن أسير حساباته الطائفية الضيقة.

إلى جبران باسيل نقول:
“الجمل لو شاف حردبتو… كان وقع وفكّ رقبتُو”.
قبل أن تهاجم وزارة التربية، انظر أولاً في مرآة تاريخك السياسي، ستجد أن كل الملفات التي تهاجمها اليوم كانت يوماً بيدك، وكل الفساد الذي تشجبُه اليوم خرج من عباءتك.

أما التربية، فستبقى وزارة العقل قبل العرق، ووزارة الطفل قبل الطائفة.

شارك الخبر
error: !!