الإخبارية اللبنانية

أخبار لبنان والعالم

أخبار سياسية - محلية وعالمية

لبنان تحت الوصاية واتقلاب سياسي العهد اول ضحاياه

لبنان تحت الوصاية واتقلاب سياسي العهد اول ضحاياه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بخلاف كل التوقعات وتجاوزا لتفاهمات كبيرة، داخلية وخارجية أوصلت قائد الجيش العماد جوزيف عون لسدة الرئاسة بشبه إجماع وطني، ساهم فيه الثنائي الشيعي مثبتا أنه مقررا في لبنان ، وشريكا لا يمكن تجاوزه وأن المصلحة الوطنية أولوية كبيرة عنده فوق كل اعتبار ، وبهذا الموقف انتهى فراغ رئاسة الجمهورية بعد أكثر من سنتين من عمر وطن يواجه جبال أزمات ضمن منطقة ملتهبة، وعالم قلق تتبدل فيه خرائط السياسية الدولية بكل لحظة ، ليس آخرها زلزال سوريا السياسي وتردداته على المنطقة وتحديدا لبنان الغارق بحرب عدوانية أضيفت لازماته وما يجري حوله وهو بلد صغير لا قدرة له بالتأثير على ما يجري على مستوى المنطقة، كان الأولى بهذه المرحلة تحصين الساحة الداخلية بإجماع وطني وسد كل الثغرات بمعالجة ما أمكن من مشاكل سياسية وغير سياسية ، وهذا كان سببا أوحد ودافع وطني لحركة أمل وحزب الله ساهم بإنهاء فراغ راس الدولة ، لإعادة تكوين سلطة متوازنة تؤسس لقيامة مشروع الدولة الذي لم يخبره الوطن وشعبه منذ تأسيسه الذين توسموا خيرا بوصول فائد الجيش لبعبدا على صفيح واقع صعب اجمعت فيه اللبنانيين للالتفاف حول الدولة وتطبيق الدستور بهدف الوصول لبر أمان منشود
انطلاقة العهد لم تكن على مستوى آمال تطلعات اللبنانيين وخيب الكثير منهم في خطوة اخفتها نوايا ضمرت الشر مسبقا استمدته من تاريخها الذي لا زالت تعيشه غارقة بزواريب الحرب الأهلية يعشعش الغدر نفوس اغرتها اخبار الاساطيل الغربية طربت على انغام صوت غارات معادية واعتربت ان مجازره مهدت الطريق للوصول إلى السلطة والتحكم بالوطن وشعبه بانقلاب ممول ومدعوم اوصل لبنان مرحلة توتر سياسي، فككت الداخل برعاية خارجية هدفها تغيير هوية لبنان القوي بمقاومتة ، وإعادة عقارب الزمن عقود إلى الوراء وليس سنوات، بعملية أقل ما يقال عنها غدر وخيانة جمعت الخصوم وتلاقي فيها الاضاد تحت مظلة دولية وعصا غليظة عربية ساقتهم لم مزعنين لبيت الطاعة الأميركي وفرضت قرارها بقناع رئيس حكومة هو واجهة مشروع تطويع طائفة بعينها لفرض شروط العدو على مقاومة اهم نقاط قوة لبنان، عجز عن هزيمتها العدو في الميدان بحرب ضروس أثبتت فيها المقاومة أنها رقما صعبا على الجبهة وضمن البيىة والبنية الوطنية، محافظة على ثوابت السياسة والجغرافيا ومعهم مصلحة الوطن الذي نعم لعقود بوجودها على الحدود، مشكلة ضمانة لسكان الجنوب، وامان أنهى معاناة عقود من الزمن وسمت باجتياحات مكررة ، اعتداءات متمادية ، مجازر واحتلال اراضي مستمر اكتفت فيهم السلطة اللبنانية ومعها القوات الدولية بتعداد الخروق التي تجاوزت عشرات الآلاف جل ما عملت عليه الحكومات المتعاقبة تقديم شكاوي للأمم المتحدة التي لم تكن يوما منصفة بحق لبنان،، كيف لا وهي تحت وصاية المجتمع الغربي راعي اسرائيل وداعمها كيان فوق القوانين الدولية بمواجهة لبنان البلد الصغير الذي اعتبر لعقود أن ” قوة لبنان في ضعفه” برغم معاناة بسبب كيان إسرائيل على حدوده ، عرضة لاجتياحات متكررة يعاني من مخيمات اللاجئين الفلسطنيين ، متوتر في السياسة الداخلية ، عوامل أوصلت لفرض اتفاق استسلام على لبنان فرضه العدو الإسرائيلي بعد اجتياحه بيروت التي استباحها واوصل بدباباته عملائه فيها لقصر بعبدا وادخل معها وطن الارز العصر الاسرائيلي من بوابة السابع عشر من ايار تحت جناح قوات أستعمارية متعددة الجنسيات باساطيلها الغازية التي دكت العاصمة بيروت دمرت ضاحيتها الابية، لتنهض من حديد وتخرج من تحت ركام الدمار تكسر حصار معادي تنفض غبار حرب غير متكافئة بالسلاح والعتاد ،الذين تفوقت عليهم إرادة شعب وتضحيات رجال رجال اخرجوا العدو ذليلا من بيروت، ومعه خرجت الجيوش الأجنبية واساطيلها تحمل بنعوش جنود رموهم في اتون حرب ليكونوا ضحايا حكومات استعمارية ومصالح سياسية تحكم بكل مكان وزمان، وما أشبه اليوم بالأمس حتى لو اختلفت بعض التفاصيل وتوسعت الجبهة وتغيرت موازين القوى على مستوى الداخل والخارج، تبدلت فيها الظروف والاسماء بانقلاب ليس أكثر من زوبعة بفنجان توازنات مرحلية قصيرة المدة، بخلفية انتصارات لقصيري النظر شكلت حالة مقلقة للوطن مغلفة تنتقل بين كيدية سياسية وانتقام، الخاسر الاول فيه الوطن ،والعهد من سيدفع الثمن من رصيد الثقة بانحيازه لمشروع يوصل لتصادم داخلي، بوقت فيه كل ظروف المواجهة مهيىة تعززها خلفية مذهبية، واندلاع شرارتها تلهب الجميع ولن ينجو أحدا منها ولا تنفع معها الحماية الدولية او الدعم الخارجي، ومن وقف بوجه الإسرائيلي على حافة الحدود مدافعا أرضه سيقف على ركام منزله المدمر ليحمي وجوده ولا يجدي معه التهويل ولا ينفع أمام خطر إنقلاب ينهي وجود لبنان
والمطلوب من فخامة الرئيس أن لا يغطيه وان يبقى حكما ولا يتحول طرفا، وهذا ينسحب على دور رئيس الحكومة المكلف وشبهات تحكم ماضي له لم يكن ناصعا يوما الا اذا اراد ان يحول توقيعه على قرارات الأمم المتحدة بخلاف الإجماع اللبناني بصمات دموية في جسد وطن ليمزق نسيج عيشه المشترك، يعيده إلى العصر الحجري بوقت لن يسمح فيه ادخال لبنان بالعصر الاسرائيلي، وإذا كانت المناورة السياسية مسموحة فإن اللعب على الثوابت ممنوع ويوصل لنتائج صعبة لا تحمد عقباها على الجميع

د. محمد هزيمة
كاتب سياسي وباحث استراتيجي

شارك الخبر
error: !!