توسع الحرب بين لبنان واسرائيل بانتظار الظروف !!
——————–
منذ تسعة اشهر وما يزيد الكل يسأل عن موعد الحرب بين لبنان والعدو الاسرائيلي، برغم المعارك وجبهة مفتوحة واستهدفات متبادلة على طرفي الحدود لم تهدا منذ الثامن تشرين الاول، ودخول المقاومة اللبنانية على خط مواجهة العدو الاسرائيلي، جبهة اسناد ودعم حققت اهدافها وشكلت عبئا حقيقيا على جيش العدو الاسرائيلي، توسع فيها اطار المعركة اضطرت معها القيادة العسكرية الاسرائيلية، لاعادة انتشارها وتوسعها على بقعة جغرافية اكبر، وهذا اول نجاح للمقاومة بادخال عامل مشاغلة الوحدات العسكرية وتحريك ميدان الجبهة بوتيرة تصاعدية مدروسة لا زالت تربك تشكيلات العدو وتفرض عليها اعادة انتشار باستخداث مواقع واخلاء اخرى، وصولا الى تفريغ بعض الثكنات العسكرية التي سقطت وانكشفت تحول وجودها عبئا عسكريا في ميدان متحرك شكلت نوعية الاسلحة التي فاجئت المقاومة العدو الاسرائيلي بتطورتها وشكلت عامل مفاجئ للقيادة العسكرية والامنية تضاف الى الارباك الذي طال القيادة السياسية بعد استهداف القواعد التجسيسة والاستعلامية المحصنة والتي تعتبر العين الساهرة ونقطة القوة في سلاح الجو الاسرائيلي والطبيعة الجفرةفية لمواقعها في ميرون او جبل العلام وصولا الى القاعدة الاستخبارية في الجولان والتي يزيد ارتفاعهم عن الفي متر، شكل استهدافهم ضربة لجيش العدو الاسرائيلي تحول معها اعمى في الميدان خسر اهم نقاط القوة التي امنت له التفوق عقود من الزمن، ليخرج من الجولة بخسارة استراتيجية وتخرج معه القبة الحديدية يحاول الاستعاضة “بمقلاع داوود” قبل ان يأتيه نبأ “هدد- سليمان” يكلم الميدان بلغات اتقنتها المقاومة حاول نتنباهو تقبل نتائجها نتنياهو على مضض كمن يتجرع السم، ولم بغامر بمعركة غير معروفة النتائج حتى اللحظة، وكل التوقعات العسكرية اسرائيلية ودولية ومراكز دراسات تتوبع انها ليست بصالح اسرائيل، وتؤكد ان توسع المعركة باتجاه لبنان غير مدمرة للطرفين ونتائجها كارثية على اسرائيل ، وما بين ضغط الداخل والخشية من الخارج حرب على جبهة لبنان، يقف نتنياهو على جبال ازمات :
– فشل العملية العسكرية التي تحاول تحمليها للجيش
– مواجهة عوائل الاسرى
– عودة المستوطنين الى مستعمراتهم
– حماية المستوطنات من صواريخ المقاومة
– اخراج قيادات المقاومة خارج غزة
– الخلافات داخل الحكومة واستقالة وزراء منها
– استقالة حكومة الحرب
– ازمة سياسية مع اللحزاب الدينية
– ازمة سياسية مع النعارضة البرلمانية
– التعديلات القضائية وكانت موضوع مضاهرات واعتراضات في الشارع
وكل هذا يضاف اليه ان نتنياهو بعيش تحت سيف ملاحقات قضائية وهول محكامة ترسم له نهاية سوداء كيف اذا اضيف اليها فشله بتحقيق اي من اهداف حكومته رغم الخسائر التي تكبدها جيشه وما الحقت العملية العسكرية بالكيان الاسرائيلي من اضرار وتبعات سياسية، ونقمة الراي العام العالمي عليها اوصلت نتنياهو نفسه الى المحاكم الدولية، وسقط معه زيف ديمقراطية اسرائيل الكيان الذي رهنه نتنياهو اسير مصالحه الشخصية، مسجلا نجاحا باستفراده بقرار اسرائيل بعد حل حكومة الحرب باستقالة وزراء منها، تبعها خلافات كبيرة مع القيادتين العسكرية والامنية
المشهد هذا رسم لوحة قاتمه امام نتنياهو ولم تعد تبصر عيناه الا الكنغرس الاميركي، يحصى الايام يعد الساعات، قد يطول انتظارها تحت تاثير ميدان متقلب بجبهة ملتهبة اي شرارة قد تحولها اعصار مدمر لاسرائيل، بظروف دولية غير مؤاتية لصالحهم، وبظل حزب مقاومة اعد العدة لمعركة يريد منها تغيير وجه المنطقة ، تخرح فيها اسرائيل من المعادلة كليا، مغامرة يخشاها نتنياهو ،يتوجسها الاميركي ومن يدور بفلكه، تقلق حكومات التطبيع ، فالجميع امام صورة قاتمة السواد صعبة النتائج وهاجس حكومة نتنياهو حيرة: وكيف ستكون الحرب ؟ شكلها ادواتها اسلحتها وحدودها!؟ وما دور القوى الاقليمية والدولية فيها!؟ وهل يمكن ان تتدحرج لحرب كبيرة تشكل بداية عالمية جديد!؟؟؟ وما دور اسرائيل في عالم متعدد الاقطاب!؟؟؟ عالم يولد من رحم الجبهاات بتوزنات جديدة وخارطة احجام يفرضها الميدان تخشى امريكا على اسرائيل ان تكون فيه خارج معادلة التفوق والدور الكبير الذي تنعمت به منذ نشأت كيانها على ارض قلسطين بمرحلة اعاد العالم الاعتراف باحقيتها دولة، فهل تكون الولادة من خاصرة مغامرة مع لبنان !؟؟حتما الوقائع تفيد ان نتنياهو لن يجرؤ عليها حتى الاميركي لن يسمح له بمزيد من الغرق، والمجاذفة بالمصالح الاميركية، لانه الخاسر الاكبر امام اي حرب، لا يريد توسعها الاميريكي ولن يقبل ان تنتهي، قبل ترتيب خسارته لحفظ بعض اوراقه من حكومات ومصالح تريدها واشنطن نقاط قوة ولن يسمح المغامرة بها
د.محمد هزيمة
كاتب سياسي باحث استراتيجي