الاقتراب من تفاهم أصبحت معالمه وشيكة، وما يفصلها ترتيبات يحتاجها…
كتب الدكتور ” محمد هزيمة ”
تتسارع الاحداث في ملف ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة باجواء يسودها التفاهم شبه التام، ورفض التصادم بين لبنان المتمثل بالمقاومة والعدو الاسرائيلي والذي على ما يبدو اصبح محكوماً بحل سياسي او دبلوماسي بعيداً عن الخيارات العسكرية غير مضمونة النتائج ويعزز ذلك ما صدر عن رئيس لجنة الطاقة في الكنيست الاسرائيلي وما يتداول في بعض وسائل الاعلامي.
داخل الكيان الصهيوني يظهر حقيقة الاقتراب من تفاهم أصبحت معالمه وشكية، وما يفصلها ترتيبات يحتاجها الطرف الاسرائيلي الذي بات على موعد قريب من اجراء انتخابات مبكرة هي الخامسة في غضون سنوات، وكل المؤشرات الانتخابية من داخل الكيان لا زالت تعطي صورة ضبابية عن نتائج الانتخابات بوقت لم يعد الوقت يسمح فيه بمزيد من المناورات امام حاجة الدول الاوروبية للغاز المتوسطي وهو ربما المتنفس الوحيد والمنقذ لها من انهيار الوضع المازوم ومنعه من التدهور او الغرق بمستقع ربما يحتاج للخروج منه سنوات ، وبهذا الاطار نقلت صحيفة : “الراي الكويتية” خبرا مفاده ان وفدا خليجيا زار حزب الله والتقى مسؤولين منه أبلغهم موافقة إسرائيل على طلبات لبنان وأن اسرائيل غير راغبة بالحرب لكنها تحتاج بعضا من الوقت لتمرير انتخابات الكينست المقررة خلال الشهرين المقبلين
وبحسب المصادر عينها نقلا عن صحيفة
“الراي الكويتية” ان الحزب أبلغ الوفد الخليجي بأن الانتخابات الإسرائيلية لا تعنيه مطلقا كذلك هوية رئيس الوزراء المقبل في اسرائيل وان شيئا من ذلك لن يتغير بالنسبة لموقفه المعلن، وان التحذير الذي اطلقه والمهلة الأخيرة التي حددها الحزب تبقى كما هي الاساس وغير قابلة للمساومة او التعديل تحت اي ظرف او اية مسميات ناصحاً عدم ربط الملف اللبناني بملفات اخرى سواء داخل الكيان الاسرائيلي او خارجه حتى الرهان على متغيرات دولية باطار توازنات جديدة وبالتالي فإن حزب الله مصمم على تنفيذ تعهده للشعب اللبناني أكثر من أي وقت مضى ويعتبر ذلك غير قابل للنقاش.
بالعودة الى ما يحكم هذا الملف فالجميع غير متحمس لمعركة عسكرية ولا يرغب بالحرب وكذلك لا يملك قرار السلم فيها وان المسألة بين لبنان والعدو الاسرائيلي اخذت ابعاد دولية واصبحت رهن صراع التوازنات في مسرة الحرب والسلام الدولية والحرب الروسية الاوكرانية التي بدات مرحلة تبديل خرائط التحالفات الدولية ، وكذلك الملف النووي الايراني الذي دخل مرحلة عض الاصابع بين المتخاصمين الامريكي ومعه دول الغرب من جهة وايران باسناد روسي من جهة ثانية وقد صاحب هذا بعض التململ عند الدول الاوروبية بحيث اصبح الرهان على تغيير موازين القوى الدولية بغير مكانه وان الكلمة الفصل يقررها ميدان الحاكم(الجبهة) الذي يسجل واقعاً جديداً ادخل اوروبا بحالة من اللإستقرار والقلق ما هز مكانتها المتقدمة على مستوى العالم وهي اليوم على ابواب فصل شتاء لا ينفع معه الاستغناء عن غاز التدفئة وهو احد مقومات الحياة والعيش للمواطن ناهيك عن دور الغاز بالصناعة وتاثير ذلك على الاقتصاد وعلى الحياة العامة لمواطني دول الاتحاد الاوروبي وهذا ما يعمّق الازمة ويحولها الى كارثة اجتماعية تعيد هذه الدول سنوات الى الوراء
بالعودة الى الولايات المتحدة الاميريكة فهي على ابواب انتخابات نصفية ربما هي الاصعب بعدما شهدت الانتخابات الماضية جولات من العنف لم يشهدها الداخل الامريكي سابقاً وقد اعطت ريارة نانسي بيلوسي الى تايوان وتجاهلها تهديدات الصين نوع من القوة لحزبها واظهرت الاحصاءات تقدم الحزب الحاكم اربع نقاط مئوية على حساب ترامب
بدورها الصين التي لم تنجر لمغامرة حرب كان يريدها الامريكي والاوروبي معاً ولو كانت غير محسوبة النتائج وتهدد البشرية.
تصرفت الصين. بحكمة واصرت على متابعة مسيرة النمو الاقتصادي وتوسيع نشاطها والهدف الامساك بقرار الاقتصاد العالمي في حين روسيا تتابع عملياتها العسكرية بجدية لتحقق مكاسب جيوسياسية تخدم امنها الاستراتيجي يبقى الملف النووي الايراني ورقة ابتزاز تستخدمها الادارة الاميريكية على دول المنطقة وبعض الدول الاوروبية وكيان العدو الاسرائيلي ومعهم المملكة السعودية المؤشرات تدل ان اعادة احياء الاتفاق اصبحت قريبة وعلى وشك التوصل لتوقيع اتفاف وحتى هذه اللحظة ايران غير مستعجلة لا بل تستغل الوقت لزيادة اليورانيوم المخصب بدرجات عالية دون ان نغفل الافادة المادية التي تحققها روسيا وايران بعد انقلاب طاولة العقوبات على رؤوس دول الاتحاد الاوروبي وتعذر البديل وارتفاع اكلاف الطاقة التي ادخلت اقتصاديات دول عظمى بحالة من والركود الاقتصادي واستمرار هذه الحالة يهدد وجودها كدول متقدمة تؤثر بالقرار الدولي وهي كانت ولا تزال جزء منه.
د. محمد هزيمة