الافتراء… سلاح الكاذبين للدفاع عن عروشهم الزائفة .
بقلم : فاطمة يوسف بصل.
في زمن تتهاوى فيه القيم، ويعلو فيه صوت الباطل على همس الحق، يصبح الافتراء وسيلة الجبناء لتلميع زيفهم، ودرعًا هشًّا يحتمون به من انكشاف حقيقتهم. هو الحبر الأسود الذي يسكبه الكاذبون على وجوه الشرفاء، عسى أن يطفئوا نورهم، لكن النور لا يُطفأ مهما تراكمت عليه الأكاذيب.
الافتراء لا يصدر إلا عن نفوس خاوية، خائفة من مواجهة الضوء، فتنسج من الوهم ثوبًا ترتديه، وتجلس على عروش صنعتها من رمل، تخشى كل موجة حق أن تسقطها. إنهم لا يملكون دليلًا، ولا يستندون إلى منطق، فيعمدون إلى الكذب، يختلقون الحكايات، ويدينون الأبرياء، كي لا ينكشف باطلهم.
كم من قلب نقي أُنهك تحت وقع الافتراء! وكم من اسم طاهر لوثته ألسنة السوء! ومع ذلك، يبقى الحق صامدًا، شامخًا كجبل، لا تهزه ريح الكاذبين، بل تذهب ريحهم ويظل هو، راسخًا، ينتظر شروق الحقيقة.
ولأن الله لا يرضى بالظلم، قال في محكم كتابه:
“إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون” .
فكيف بمن يفترون على خلقه، ويظلمون عباد الله بالكذب والافتراء؟!
في النهاية، الافتراء لا يحمي عرشًا، بل يحرقه. وكل من بنى مجده على الكذب، سيسقط يومًا، على مرأى من الجميع… ويبقى الصادقون هم ورثة الأرض ونورها.

