الإخبارية اللبنانية

أخبار لبنان والعالم

متفرقات

رحل الشيطان الاصغر وبقي الشيطان الاكبر

رحل الشيطان الاصغر وبقي الشيطان الاكبر
شهد العالم قبل ايام مشاهد انتقال السلطة في الولايات المتحدة الامريكية لادارة جديدة وسط مخاوف كبيرة من اندلاع حرب اهلية داخل امريكا, لان المشهد كان يؤشر لذلك, فإقتحام الكونغرس الامريكي بالقوة من قبل ميليشيات مسلحة موايلة للرئيس المهزوم دونالد ترامب قبل اسبوع من تنصيب الرئيس المنتخب الجديد جو بايدن, والتهديدات التي اطلقها ترامب بعدم الخضوع لنتيجة الانتخابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أدت الى احتقان الشارع الامريكي الذي وصل الى حافة الهاوية والانهيار الامني. سارعت الدولة العميقة لاتخاذ قرارات انقاذية بدأت بشل حركة ترامب الاعلامية وفقدانه السيطرة على التحكم بجماهيره من خلال حظر والغاء كل منصاته على التواصل الاجتماعي, وتحويل المدن الامريكية الى ثكنات عسكرية مدججة بكل انواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة استعدادا لاي مغامرة يقوم بها انصار ترامب خلال حفل التنصيب وانتقال السلطة.
تنصيب جو بايدن رئيسا جديدا لامريكا لم يكن يوما عاديا في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية, لقد اعتلى منصة القاء كلمة القسم محاطا بعشرات الالاف من القوات العسكرية والامنية الامريكية, فكان تنصيبه احتفالا عسكريا وليس شعبيا, وغادر الرئيس المهزوم ترامب دون حضور حفل التنصيب ليصبح أول رئيس للولايات المتحدة يغيب عن حفل تنصيب خليفته منذ أندرو جونسون الذي كان يقود البلاد في فترة بين 1865 و 1869 وهذا يدل على الانقسام الحاد في المجتمع الامريكي نتيجة الانتخابات الامريكية الاخيرة.
فالولايات المتحدة الامريكية والدولة العميقة سوف يعملون جاهدين لاصلاح ما خربه الرئيس ترامب في الداخل الامريكي الذي بات ممزقا طبقيا واجتماعيا وسياسيا وامنيا الى حد كبير, فالرئيس المهزوم ترامب لن يترك الساحة, وصرح بانه سيعود قريبا!!! لكن لم يبين متى وكيف, معتمدا على العدد الكبير الذي انتخبه وهو المهووس بالسلطة ولا يرضى بالهزيمة, فهذه طبيعته الشخصية, يميل الى العنف والتسلط والتجبر والاستكبار منذ ان كان طفلا صغيرا, ومن يعيد مشاهدة افلامه خلال ادارته نوادي ” المصارعة الوحشية العنيفة ” الامريكية يدرك شخصية هذا الرجل الاجرامي المعتوه سياسيا واخلاقيا, وسوف يبقى مهددا للداخل الامريكي, ويبقى كذلك الى ان يضعوا له حدا قد يكون بإقامة دعوى قضائية تحمله مسؤولية العنف الذي حصل في مقر الكونغرس الامريكي وإداعه بالسجن للتخلص من خطره, وقد يكون هذا الاحتمال يحمل مخاطر كبيرة من ردة فعل عنيفة من قبل انصاره المتطرفين.
إن كل الجرائم التي ارتكبها ترامب خلال ترأسه للبيت الابيض من حصار لدول وكيانات محور المقاومة وتجويع شعوبها, وجريمة العصر التاريخية باغتياله قادة النصر الشهيد الجنرال الحاج قاسم سليماني والشهيد الحاج ابو مهدي المهندس ورفاقهما رضوان الله تعالى عليهم اجمعين, ودعمه للعدوان على اليمن, يبقى الشيطان الاصغر الذي كشف عن وجه امريكا الشيطاني الحقيقي, وقد رحل منكسرا مذموما مدحورا ذليلا يجر خلفه هزيمة نفسية نكراء لا يستطيع تحملها قد تؤدي به الى السجن او الانتحار.
بقاء الشيطان الاكبر.
وبقي الشيطان الاكبر امريكا وادارتها التي يترأسها اليوم الرئيس الجديد جو بايدن الذي اختار عشرة اشخاص في ادارته الجديدة صهاينة متطرفون, ولائهم الاول والاخير لدولة اسرائيل الصهيونية, انتوني بلنكن, ويندي شارمن, فيكتوريا نالند, اريك لاندا, دايفيد كوهين, جانيت يالين, ميرك غارلند, اليجندرو مايوركس,افريل هاينس ورون كلاين, فجميع هؤلاء في ادارة بايدن الجديدة, فماذا تنتظر وتأمل الدول العربية والاسلامية وشعوبها من تلك الادارة الجديدة غير زيادة الدعم للكيان الصهيوني ومحاربة اي مقاومة ضد الاحتلال, وحصار الشعوب الحرة.
الغاء قرارات ترامب .
بعد ساعات قليلة من اداء بايدن لقسم اليمين كرئيس للولايات المتحدة قرر ان يوقع على قرار تنفيذي يلغي به عشرات القرارات لادارة سلفه ترامب, اهمها فرض ارتداء الكمامات والعودة لاتفاقية باريس المناخية, إن القرارات التي سيتم الغاؤها لا تشمل اي قرار من القرارات الظالمة التي وضعها ترامب لمنطقة الشرق الاوسط, بل بالعكس قد تقدم الادارة الجديدة شكرها لادارة سلفها باتخاذها قرارات كان الحزب الديمقراطي الامريكي يرغب في تحقيقها وعجز عن ذلك في السنوات الماضية, مثل قرار اهداء مدينة القدس العربية الاسلامية عاصمة لدولة الكيان الصهيوني, واهداء الجولان العربي السوري لكيان الاحتلال, والحصار الخانق على الجمهورية الاسلامية الايرانية وحلفائها, ومواصلة احتلال اجزاء من البادية السورية والسيطرة على منابع البترول والغاز, وحماية فلول الجماعات التكفيرية الارهابية, وغيرها من القرارات التي تصب في مصلحة وامن الكيان الغاصب.
الادارة الامريكية الجديدة لن تكون حمامة سلام بالنسبة لسياستها الخارجية اتجاه العالم العربي والاسلامي , ولا يأمل منها اي خير وانفراج, والذي يتفائل بعودتها للاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية فهو واهم, والجمهورية الاسلامية وقيادتها لا تعول على اي امل من هذه الادارة الجديدة بالعودة للاتفاق النووي لان الفجوة كبيرة جدا اكبر مما يتخيله المحللون السياسيون, فطريق العودة مشروط بالغاء العقوبات فورا دون قيد او شرط, ورفض اي مفاوضات جديدة تشمل مشروع تطوير قدرات ايران الصاروخية القريبة المدى او البعيدة, فهذا امر دفاعي سيادي لا يمكن التفريط به, ودعمها لحلفائها هو امر سيادي وتعبدي كالصوم والصلاة, واما الخوف من امتلاك ايران لقنبلة نووية فهذا امر فقهي وديني لا يسمح بامتلاك السلاح النووي, ولولا هذه الفتوى بتحريم امتلاك السلاح النووي فلا امريكا ولا الكون كله يستطيع ان يجبر ايران على عدم امتلاكها, فليحمدوا الله ويشكروه على نعمة هذه الفتوى الدينية الالزامية التي تحرم امتلاك السلاح النووي.
ويبقى الصراع مستمر بين قوى الخير والاستقلال والسيادة, وبين قوى الشر والارهاب العالمي الذي يتزعمه الشيطان الاكبر امريكا وحلفائها في المنطقة والعالم الى ان يقضي الله امرا مفعولا, ينصر به من نصره.

حسين الديراني

شارك الخبر
error: !!