ماذا تبقى من صفقة القرن التي تلفظ أنفاسها الأخيرة في ظل استلام “بايدن” للرئاسة الجديدة؟
كتبت نجوى مظلوم :
ماذا تبقى من صفقة القرن التي تلفظ أنفاسها الأخيرة في ظل استلام “بايدن” للرئاسة الجديدة؟
منذ استلام ترامب لرئاسته وهو يسعى إلى إيجاد بيئة حاضنة للكيان الصّهيوني الغاصب باعتباره الإبن البار،فهو سعى بشتى الوسائل والطرق لحمايته،فأدرج مصطلحات جديدة مناهضة للسياسة الإسرائيليّة_الأميركيّة المتّبعة، ألا وهي “السّلام” تحت عنوان “صفقة القرن”،لتفرض سياستها في المنطقة،عبر شعارات رنّانة تختلف بالشكل عن المضمون.
خطة اقترحها ترامب للحد من النزاع الفلسطيني _الإسرائيلي،كل ما جاء بهذه الصفقة ما هو الّا ترجمةً للمصالح الإسرائيليّة في المنطقة،برداء مزيّف يحمل في طيّاته البغض والعداوة للشعب العربي بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص، والإعتراف ضمنيّاً بما يسمى بدولة اسرائيل أمام المَلأ.
منذ إبرام هذه الصفقة بين” ترامب” و”نتنياهو” سارع الكيان الغاصب الى توطيد العلاقات مع الدول العربيّة عبر التطبيع ومعاهدات السّلام في المنطقة،كان لها ترحيباً كبيراً في بعض الدول وتم رفضها في دول أُخرى.
كما ضغطت على الدول التي لم توافق على هذه المبادرة من قبل حليفها السعودي،الذي اعتمد بشكل مباشر بسياساته الخارجية على المال السّياسي وتوظيفه، بشراء الحلفاء من جهة والضغط عليها من جهة أخرى بما تقتضيه المصالح الإسرائيليّة.
لكن باء مخططها بالفشل إزاء بعض الدول المناهضة للكيان الصّهيوني،فحسب مصادر سياسيّة إقليمية متابعة عن كثب،ترى أن الفشل كان سيّد الموقف،خاصةً ما حصل بين الرياض وإسلام آباد حيث رفضت الأخيرة تلك الضغوطات من أجل الإنصياع والرضوخ لإسرائيل بأداة سعودية،مما دفعها أن تطالب باكستان بالمستحقات المالية التي تقدر بحوالي ٣ مليارات دولار،بالرغم من الضغوطات التي تعرضت لها الّا أنّها أبت الخضوع واستعانت بالصين للحصول على قروض طويلة الأجل،كما سارعت الى تنمية علاقاتها مع إيران التي تربطها بها حدود بريّة مشتركة عبر إفتتاح معبر مشترك بين الدولتين بشكل رسمي،والذي يعد كخطوة أولى لتنمية العلاقات الإقتصادية والسّياسية فيما بينها.
إلّا أن “صفقة القرن” هذه ستتخذ مساراً آخر بعد نهاية ولاية “ترامب” واستلام “بايدن” للولاية الجديدة وهو أشد المناهضين لسياسة ترامب،باعتبار أنه يجب التركيز على مصالح واشنطن وإدراجها ضمن الأولويّات، واعتبر أن هذه الصّفقة مجحفة بحق الفلسطينيّين لأنّهم لم يوافقوا عليها ،اذ من المفترض أن تبرم برضا الطرفين لتُعطى صفة شرعية.
من هنا باتت هذه الصّفقة مهددة في نهاية ولاية “ترامب”، بعد خسارته أمام خصمه” بايدن”، بعد أن كانت السّعودية وإسرائيل مراهنين على فوزه في الإنتخابات،كانت خسارته ضربة موجعة وغير متوقعة لتسلك هذه الصفقة طريقها إلى المجهول.
ليبقى التساؤل هنا ماذا تبقى من صفقة القرن التي تلفظ أنفاسها الأخيرة في ظل استلام “بايدن” للرئاسة الجديدة؟