كتب حسين درويش في جريدة الديار
يتصدر الوضع
الأمني المتفلت بقاعا عناوين مختلفة في الصحف العالمية والمحلية ووسائل التواصل الاجتماعي. وانحجبت اخبار زيارات القلعة الاثرية والهياكل عن قلعتها السياحية ولم تعد الاخبار الانمائية والسياسية ذات أهمية
غابت بأنهارها وسهلها إنما، وانشغلت بمسلسلات المعارك شبه اليومية المتكررة والفوضى الدائرة . في ظل
غياب شبه تام للقوى الامنية المشغولة فقط بقمع مخالفة بناء لسطح مخالف هنا وهناك، لا تتجاوز مساحته الثمانين مترا او بحفر بئر ارتوازي في ظل غياب مياه الشفة عن منازل المنطقة وغياب الإنماء.
تحضر الدولة بكل أجهزتها الأمنية وسياراتها العسكرية عند أي مخالفة في بعلبك الهرمل وتغض الطرف عن أي معركة عسكرية او عملية سلب او خطف بقوة السلاح. واذا كانت المنطقة المحرومة قد شهدت تفلتا أمنيا على مر الزمان الا ان العام الأكثر تفلتا أمنيا هو العام ٢٠٢٠، ويبقى السؤال المحير هل هذا التفلت هو عن قصد او غير قصد.
. سرقات ليلية واعتداءات في وضح النهار كان آخرها يوم ليل أمس لم يسلم منها الموتى عندما اقدم مجهولون بسرقة قسم من بوابة حديدية لجبانة آل حيدر ، عثمان وجمال في مدينة بعلبك مقابل مسجد الإمام علي في مدينة بعلبك ومن بين عمليات السطو والسرقات، اقدم مجهولون ليل امس بسرقة شفاطين لسحب المياه من بلدة سرعين التحتا في ضهور العيرون ، وملابس ، سجاد ، َأموال نقدية من منزل طلال شومان وشقيقة في منطقة البطحة في سرعين الفوقا مقابل المدافن، فيما تمكن احد الشبان من آل شومان من انقاذ سيارته من عملية سرقة لسيارته بعدما اطلق النار ترهيبا على السارق ليل اول امس
ما حصل في المنطقة خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية غيض من فيض ، ناهيك عن عمليات الخطف سلب السيارات عنوة والاستدراج على الاتستراد الدولي او على الطرقات الرئيسية في قرى قضاء بعلبك بقوة السلاح بشكل شبه يومي، وغيرها من عمليات السرقة في مسلسل لا يبدو انه سينتهي قريباً .
الا ان خبر مسلسل السرقات بات بالنسبة لاهالي محافظة بعلبك الهرمل مسألة روتينية، عادية. رغم أنها تشكل تهديدا، لكل أبنائها، وهي لا تقل خطورة بنتائجها عن حالات الرعب والاكشن اليومية التي اعتاد أبنائها على ذلك، بينما القسم الآخر يعيش على اعصابه بتناول الحبوب المسكنة والمهدىة ، وهو لا يعلم الى متى تنتهي او تسقط أمنيا وسياسيا هذه السمفونية ومع نهاية كل مسلسل تكون المسألة بسقوط رصاصة طائشه من شباك او من باب لتنهي ما كتب له الله من عمر، أو تحوله الى مُقعد او الى أقرب مستشفى دون وازع او رادع ضمير من قبل مسؤولين يتفرجون على ما يجري .
مسلسل للاشتباكات الصاروخية والاضرار المادية في السيارات وزجاج والابنية واسقف التوتيا والقرميد والممتلكات وخزانات المازوت التي أفرع بعض الرصاص الطائش محتواها من جنى فصل الصيف، وغيرها الكثير الكثير من الممتلكات مما هي عرضة للاهتزاز والتلف والدمار اليومي ، وكان آخرها يوم اول من امس بين ح ع ج وجماعته وآخرين من ح. ر. ف. وجماعته الذي داهمت قوة من الجيش دون أن تعثر عليه.
استخدمت خلال الاشتباكات مختلف انواع الاسلحة الصاروخية والمتوسطة على خلفية سلب ع. ع هاتف ل ح. ر. ف. وبيعه بمئة الف ليرة فاقدم الاخير بخطف ع ع من ساحة ناصر في بعلبك وضربه وتعريته وتصويره بدون ملابس، هذا الأمر استفز ح. ج. في حي الشراونة وانتهت المسرحية بمعارك واشتباكات استمرت حتى ساعات الفجر واسفرت عن اصابة عشرينية بقدمها نقلت الى مستشفى الططري في بعلبك فيما نجت دارين عيس وطفليها من موت محتم بعدما وصلت الرصاص الى غرفة نوم العائلة
بالأمس وقبل اول أمس وكل يوم مسلسل يجري يوميا على غرار، مسلسل الهيبة اليومي، فيما تشهده المنطقة من عمليات ثأر عائلي وعشائري يتسببان بالرعب للاهالي والنساء والاطفال والشيوخ والمرضى “ومن لم يكن مريضاً بعد التهديد الذي سمعه على وسائل التواصل الاجتماعي امس.
فهو بلا شك اصبح مريض سكري او ضغط فيما المتقاتلون ومطلقي النار يسرحوا ويمرحوا بكل حرية ولا شأن لهم بما تجنيه ايديهم من عمليات قتل وفوضى ودمار وارهاب للناس واللعب باعصابهم بما يتسببون به من فوضى وعدم استقرار وترويع للابرياء والآمنين ومع كل ما حصل الا ان ” الصلحة “او المصالحة حاضرة لمن نذروا أنفسهم لذلك تشجيعا على عمليات الفوضى والاقتتال.
فالصلحة والإصلاح دائما حاضران، ما يحصل بعد اقل من نصف ساعة على المشكلة “المهم هو الاستعراض شبه اليومي .
ليأتي يوم أول امس آل الفيتروني وجعفر ويكملوا ما بدأه من سبقهم من المسلسل في حملات ترهيب وترعيب لأهالي من استعراضات للسلاح ، لتأتي بعدها قوّة للجيش اللبناني وتسيّر دورية لحوالى الخمس دقائق ثم تغادر كما العادة ، بإمكاننا القول انها ” دورية شكلية ” على عيون الاهالي هي بأننا هنا.
وفي الهرمل التي لا تختلف عن بعلبك اطلاق نار على خلفيات ثأرية في كل مرة يذهب ضحيتها عدد من اخيار الشبان وكان آخرهم اثنان من آل نصر الدين وآخر سوري على خلفية ثأرية مع آل الهق .
قد تصل لاستنتاج انه في البقاع لا دور لا للجان الاصلاح ولا حتى للقوى الامنية ولا للنواب او الوزراء تخلي القوى الامنية يعني ان لا حول ولا قوة للجميع .
فالقوى الامنية تحرّك ٢٠٠ عنصر عندما تريد تنفيذ مخالفة بناء او هدم بناء ولا تحرك عنصر واحد عند اطلاق النار وترويع الاهالي الذي يحلم قسم كبير منهم بالنزوح ومغادرة المنطقة
.
ولجان الإصلاح تصلح ثم تعود الأمور على ما هي عليه في اليوم التالي، وبما ان المنطق الثأري العشائري لا زال سائداً واكثر من السابق فدورها ايضاً اصبح مهمشاً فولكورياً.
وفي كل يوم سؤال لنواب المنطقة ووجهائها ، اين دورهم
لقد عقدوا الاجتماعات الأمنية في المحافظة وغيرها وبحضور القوى الامنية طالبوا رفعوا الصوت، ناشدوا ولا حياة لمن تنادي ؟ واين هم ؟
عندما سُئل عنتر كيف اصبحت بهذه القوة أجاب : لم اجد من يردعني …
وهذا حال مطلقي النار في مدينة بعلبك لم يجدوا من يردعهم ويبدو انهم لن يجدوا ..
يسرحون ويمرحون بلوحات مزيفة ان وجدت اصلاً ، وبسيارات مسلحة يغطيها الزجاج الداكن …
لكن المضحك المبكي انه وان جرى توقيفهم ! فهل من سجون مؤهلة ! وهل من قضاء عادل ! وهل ستنتهي هذه الظاهرة مع دخولهم السجن ! وعند خروجهم والافراج عنهم ما هو دورهم في هذه المنطقة !
اسئلة كثيرة لا اجوبة لها.
عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب على المقداد
قال التقينا كل القوى الامنية وقادة الاجهزة والمسؤولين، وحملنا لهم هاجس وحيد، وهو معالجة وضبط الوضع الأمني
وأضاف المقداد ان مسألة ضبط الوضع الأمني تحتاج لقرار سياسي، والسؤال هنا هل من قرار سياسي يهدف الى زعزعة الامن في المنطقة
ومن تحت باطه مسلة لتوخزه
وسأل لماذا في ساعات الرضى تتحرك الاجهزة الأمنية بكثافة وساعات لا نرى احد منها.
وأضاف هناك تناقض فيما يجري في المنطقة
وختم للمرة العشرين سنجول على المسؤولين الآمنين والسياسيين وسنصرخ ونرفع الصوت من أجل وضع حد لما يجري ولن نستثني احد ولا يجوز أن نبقى على هذه الحال