معراب : مؤتمر السبت الاسود والحجم
——————-
مؤتمر معراب لم يكن عاديا على المعارضة في لبنان، وهي التي عولت عليه كثيرا ، فالقوات اللبنانية صاحبة الدعوة جهدت له مستغلة ظروف البيئة المسيحية وقاطعتها بحراك خارجي نرجم مواقف دولية، حضور فرنسي واستماتة غربية، لحجز دور في تسوية قادمة الى المنطقة، ووطن الارز لبنان في صلبها ، فمصير الحروب نهاية تولد تسوية تفرضها الاحجام والتوازنات ونتائج المعارك، الذين يشكلوا واقعا يكون مدخلا لحل سياسي تصنعه المؤتمرات طبقا للمواقف، ولا يكون منحة او هبة لاي فريق اخرج نفسه من المعادلة، غرد خارج سرب المصالح الوطنية ، وربط مصيره بالغرب المتماهي مع العدو ، واللاهث لايجاد تسوية باي ثمن تخرج اسرائيل من ازمتها ، ومن حرب استنزاف خسرت فيها على كل المستويات، من عسكرية او سياسية ، يعمل الاميركي لتفادي خسارة كبيرة عليها تكرس نهاية دورها في الشرق الاوسط، وهي تشكل ضماتة كبيرة لانظمة وحكومات هي بحد ذاتها محميات اميركية، وتدور بفلك دول العالم الغربي ربطت مصيرها بدعمه وبقاء اسرائيل قوة بالشرق الاوسط.
وبالعودة الى معراب ومؤتمر الوهم بطموحات الفشل فهو بالشكل كشف المعارضة واطهر واقع شرذمتها وشتاتها فخي لا تمتلك مشروع سياسي رغم انها لا تنفصل عن واقع اليمين اللبناني فالقوات اختارت التوقيت على وقع حراك اميركي غربي الى المنطقة، ووصول وزير خارجية فرنسا الى بيروت ساعيا لايجاد دور لبلاده في الشرق من البوابة اللبنانية، مستندا لتاريخ فرنسا وعلاقاتها مع فسم من اللبنانين ترك تاثير كبير لها عند المسحيين، استنادا لدورها في منحهم امتيازات ابقى لها نفوذ كبير على القرار المسيحي في لبنان ، شكل هذا حافز لحكيم معراب مع الهامش الذي منحته اميركا لفرنسا، العمل للتخفيف عن اسرائيل من جبهة لبنان، شكلوا اندفاعة عند شتات المعارضة ، ترجمها حكيم معراب بتقمص شخصية قائد المسبحيين ، محاولا استعادة امجاد مجلسه الحربي ومعابر قطعت اوصال الوطن ، اراد استنهاضها من جديد بفرق صدم من بيئة شعبية سئمت المعارك ، اراد استعراض الشارع المسيحي الذي يعاني من خلل بعمل القيادات رغم كثرتها مجتمع تحول ضحية تاجيج مذهبي وتحريض ، اراده زعيم معراب استعراض لحجمه بمواجهة مشروع المقاومة ودورها في الحرب، قدرتها وتاثيرها برسم معالم المرحلة المقبلة، بعد اوصلت لبنان الى طاولة المفاوضات مقررا وليس عليها، على طاولة المصالح الدولية، هذا السبب حرك سمير جعجع ليركب الموجة الغربية من جديد كما ركب الدبابة الاسرائيلية سابقا في اجتياح عام ١٩٨٢ انتهت بحرب الجبل وتهجير المسحيين الذين لم بجاروا مغامراته ولم تقنعهم معاركه وصناعة انتصارات وهمية في مرحلة صعبة لا تحتمل مراهقات سياسية كما في الحقبة الماضية من اتفاق معراب مع التيار ثم الانقلاب عليه، كما انقلب على رئيس تيار المستقبل ككا عادته بالانقلاب على الرفاق ، فثمة المرحلة الوعي والحذر امام متغيرات عالمية ، حتما ستنعكس على لبنان ليبقى وطن تعددي، غني بتنوعه وعمقه العربي، وطن بدور كبير استنادا لمكانة فرضتها قوة المقاومة عكس طموحات البعض ومؤتمرات ترهن قرار الوطن للخارج اولى نتائجها تشرذم المعارضة وانكشاف حجمها وحقيفة خيارها، والاهم عجزها حتى داخل الشارع المسيحي بعد رفضها من معظم الشخصيات المسيحية المعارضة والوازنة، باعتبارها افكار هدامة غير قابلة للحياة فهل من يتعظ
د.محمد هزيمة كاتب سياسي وباحث استراتيجي