الإخبارية اللبنانية

أخبار لبنان والعالم

أخبار سياسية - محلية وعالمية

ايران صفعت اسرائيل وانهت دورها

ايران صفعت اسرائيل وانهت دورها
——————- –

بعد ايام على صفع الجمهوربة الاسلامية الايرانية كيان العدو الاسرائيلي بحزمة صواريخ ومسيرات هي وجبة سريعة على مائدة الحساب بين نظام التحرر الذي زرع بذوره وارساها الامام الخميني العظيم في الجمهورية الاسلامية الايرانية من جهة وقوى الاستعمار الغربية من جهة ثانية وذلك على ارض فلسطين المحتلة شكلت رد مدروس على اسرائيل باولى جولات الصراع على حلبة مسرح العالم الذي شاهد بأم العين اعصارا وقف فيه الغرب المعتدي بما يملك من امكانات وادوات مستنفرا طواقمه الحربية قواعده، سفنه الاطلسية، بطائراتها وصواريخها لحماية اسرائيل، التي سلمت بعجزها وسقطت عن عرشها مسلمة بنهاية دورها، “قوة عظمى في الشرق الاوسط” لقاعدة عسكرية بجيش لا يقهر، وانكشف حقيقة كيان اوهن من بيت العنكبوت، تحول عبئا على الغرب يحتاج حماية، سقط في امتحان مواجهة جدية مع الحرس الثوري الايراني، بضربة شكلت صفعة لاسرائيل حكومة، معارضة، ومستوطنين، وصل صداها الى الدول الغربية بحكوماتها التى تدعم نتنياهو، فاستوعبت الصدمة وحذرت اسرائيل من التسرع بمغامرة تحتم نهاية الكيان الغارق بازمة بنيوية يعيش هستيريا، وحالة قلق غير مسبوقة ، بعد اول هدف سجل بمرمى كيان تعود الاعتداءات ، اهتزت معه شباك الغرب المستعمر كله، ورسم صورة واضحة لايران بهذه المرحلة عنوانها : “حكمة وحزم” تستند لقدرات ومقدرات، فرضت ايران دولة قوية بمصافي الدول العظمى ، لا يمكن تجاوزها او المساس بها، بعد فترة طويلة من الصبر الاستراتيجي، اعتمدها لحياكة سجادة باهرة بخيوط ارادة لا تلين، تجلت ابهى صورها بدعم المقاومة لوحة ممانعة تبنت فيها الجمهورية الاسلامية قضايا الشعوب المستضعفة بمقدمتها قضية شعب فلسطين، لتتوج نفسها مقررا على طاولة صناعة القرار الدولي ورسم سياسات العالم، في زمن تعدد الاقطاب، على انقاض القطب الاميركي الاوحد ، وما خلف من ويلات حروب على الكرة الارضية، وبدا بلفظ انفاسه بعد صفعة حرب اوكرانيا التي شكلت نقطة بداية لتحول في خارطة توازن القوى العالمية، بحرب عالمية، شكلت كوة في جدار غطرسة الغرب المتغول وجشع اميركا التي اهتز داخلها وتسير نحو داخل قلق:، غارق بانقسام حاد ،حجم ديون هائل، انزل امريكا عن كرسي عرشها في قيادة العالم بلا منازع ،
في لحظة استعر فيه نار مواجهة حربية بالشرق الاوسط اذا وقعت تتخول حربا عالمية لا تريدها اميركا، وتخشى تبعاتها وانعكاس نتائجها على دول العالم، بعد ان خرج مارد رفص اميركا من قمم التدجين الغربي، لعالم اكثر توازنا .
فماذا ارادت الجمهورية الاسلامية من العملية بالمطلق؟؟ ولماذا تعمدت الاعلان عنها مسبقا وتحديد المكان والزمان !!!
وما الهدف من ابقائها تحت سقف القانون الدولي؟!!!! ولماذا اتبعت الجمهورية الاسلامية العملية بتحذير شديد ؟؟ وكيف كان وقع الاستهداف على الكيان الاسرائيلي ؟؟؟ وماذا شكلت العملية على الداخل الاسرائيلي ؟؟ وكيف كان وقعها السياسي والعسكري ؟؟؟ وهل شكلت ضغطا على حكومة العدو الماذومة ؟؟؟
اسئلة مشروعة تدور حول عملية مركبة، غير مسبوقة في تاريخ الحروب الحديثة من كافة النواحي، شكل قرار تنفيذها بحد ذاته تحولا كبيرا، بنقل المواجهة الى استراتيجية ومنعطفا في مسار كيان اسرائيل ، دورها في الشرق الاوسط، انكشف فيه حجم كيان مصطنع امام اول مواجهة قادت لاحراج الدول الغربية وحكوماتها، عرتها امام شعوبها ، كذلك فضحت الانظمة العربية التي لاذت بالصمت وانسحب صمتها على الدول الاسلامية موقفا باهتا ، بلحظة عاش العالم كله ما يشبه حرب نجوم استعرضت فيها الجمهورية الاسلامية قليل من كثير ، سلاح ادخل الرعب، كسر التفوق الغربي ، وثبت معادلة ردع لم تبقى مجهوله، ” اجيال مسيرات، وصواريخ نتظر معركة صعبة لتغير وجه العالم كله وتعيد التوازن لمجتمع دولي تحت تاثير البلطحة الاميركية، وانحياز الغرب لاسرائيل ودعم الانظمة الاستبدادية
فايران الجمهورية الاسلامية بقيادتها الحكيمة ورعاية سماحة المرشد حفظه الله ، ارادت العملية رسالة واضحة بكل الاتجاهات ولمن يعنيهم الامر، ممهورة بجدية التحذير كتبت بحبر سياسة مرحلة جديدة، ملونة بقدرة عسكرية، قدرات ومقدرات طبيعية ، فيها حنكة الذكي، حكمة العاقل بحزم القادر، واصرار صاحب الحق الذي:” اذا قال فعل واذا وعد وفى” فكان ردا بعملية مركبة ابعد من كيان عاجز، غرق في حرب غزة بموتجهة فصائل مقاومة، اختبئ رئيس حكومتها في ملجأ محصن، سقطت هيبته باستجداء الغرب الذي تلقف الرسالة الايرانية، وابقى دعمه باطار الدفاع محرجا امام التعقل الايراني في انتقاء الاهداف وطريقة تحديدها، ببعد استخباري بعيد عن الانفعال، فالجمهورية الاسلامية وازنت بين الرد المدروس الحازم والمنضبط ولم تقبل رد شكليٍ بعد انتظارها ادانة بمجلس الامن لاسرائيل، عطلتها اميركي. وبثقة المقتدر ابلغت ايران دول الجوار بموعد العملية، نظرا لما تحتاج من توقف الملاحة الجوية، الاعلان حمل بطياته تحذيرا لدول المنطقة من التورط بهذه المواجهة
وبعد الغوص بما جري يتبين انها العملية هي تحد فيها ردٍ على اختبار -جس نبض- لرد الفعل الايراني على اي عملية تتورط فيها اسرائيل او تتدحرج الحرب من غزة لتشمل الشرق الاوسط بحال توسعت باتجاه لبنان، وكسرت اسرائيل قواعد الاشتباك ونفذت حربا برية على لبنان، او مغامرة على ايران، فالعملية النوعية تركت واقعا ورسمت حدودا جديدة قبلها لن يكون كما بعدها ، التي تحولت معها اسرائيل كيان هزيل يبحث عن حماية دولية عاد الى بيت الطاعة الاميركية يعيش في غرفة عناية الغرب وانعاش المجتمع الدولي تفتك بجسد كيانه ازمات وفصائل مقاومة تتبرص بعدو اوهن من بيت العنكبوت، سقوطه يسقط انظمة وحكومات في المنطقة ويبدل خارطة القوى والنفوذ والسيطرة على النفط وطرق امدادها

د.محمد هزيمة
كاتب سياسي و باحث استراتيجي

شارك الخبر
error: !!