القدس في يومها : “طوفان الاحرار”
——————
منذ اللحظة الاولى لإنتصار الثورة الاسلامية المباركة في ايران، قبل أربعة وعقود ونيف أعلن قائدها الإمام الخميني الراحل (قده) ان يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك لكل عام ” يوما عالميا للقدس”، قرار توج القضية الفلسطينية “عالمية” حملها نبراس حق بمواجهة باطل استفحل ، ووهن اعترى الشعوب اسلامية وعربية، قوض قضية الصراع مع الصهاينة برمته، ووضعه طبقا على موائد الاستسلام لمؤتمرات الخيانة، التي اوصلت إلى معاهدات الصلح المهينة والتطبيع الذليل مع العدو الإسرائيلي والسير بركب العمالة، المتجذرة بنفوس خكومات وحكام أنظمة “قبائل رجعية” هي ودائع الاستعمار وادواته للسيطرة على مقدرات الأمة ، استعبادها سرقة ثراوتها واغراق شعوبها في براثن الفتن المذهبية – العرقية التخلف، ما يضمن له استمرار السيطرة على البلدان ويسهل له التحكم بقرار السعوب كما حاصل منذ عقود.
قرار الإمام الخميني العظيم لم يأتي نتيجة ردة فعل بسبب العداء الغربي للثورة المباركة ، كما اعتبر البعض ولم يكن استعراضيا حيث اعتادت الشعوب، بل كان خيارا استراتيجيا بالشكل والمضمون، وخصوصية التوقيت التي جسدت عمق رؤية الامام مفجر الثورة بابعاد بصيرته، كيف اخرج ” القضية الفلسطينية ” من قوقعة الصراع الشكلي (الفلكلوري) مع العدو الصهيوني، ليحوله قضية عالمية دخلت وجدان الأمم رمزا تحرريا ورسم خارطة طريق كشفت معالم وأهداف الثورة المباركة، كرس القدس ” قضية انسانية” أسمى، تمثل نهضة عالمية تتجاوز موقعها الجغرافي، حدودها ،حجمها السكاني وحصرية ارتباطها بالفلسطنين او العرب او انها معلم إسلامي باقصاها أولى القبلتين وثالث الحرمين معراج الرسول الأكرم (ص) عند الملسمين، وفي وجدان المسحيين كنسية المهد والقيامة، لتكون قضية انسانية جامعة بشعار حرية لفجر مشرق يرسم معالم نهاية الاستعمار:، يكتب بداية تحرر الشعوب التي هي اساس ثورة الإمام الخميني العظيم، بفكره المحمدي الأصيل ومنهاج قرآني وضع حجر اساس ثورة لكافة الشعوب المستضعفة في الارض، تبني قضايا دعمها من ثوابت نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، التي انحازت للشعوب المستضعفة على مستوى العالم، متجاوزة العرق اللغة والدين وجغرافيا الحدود التي اوجدها الاستعمار لاضعاف الأمم وسهولة السيطرة عليهم، ولم تسقط فعليا الا لحظة توحد الساحات بمعركة طوفان الأقصى وتحولت “طوفان الأحرار” فاض جهادا على جبهات مفتوحة من غزة العزة، ولبنان راس حربة المقاومة، الى العراق وحشدها وفصائل المقاومة فيها ، وصمود سوريا وصولا إلى اليمن السعيد بانصار الله واحرارها، جبهة موحدة بمواجهة الصهيوامريكية في معركة دكت عاصمة الكيان واثبتت وهنه، ضربت اول مسمار في نعش نهاية إسرائيل الكبرى، قوة عظمى في الشرق الأوسط لحماية المصالح الاستعمارية للغرب، بجيش قيل انه لا يقهر، يدعمهم قرار اميركي اوروبي سياسي وخط امداد عسكري غربي مع تواطى وخذلان عربي بغطاء حكومات طالما تامرت على القدس والقضية الفلسطينية وسارت بركب الاستعمار، شكلت جزء من نظام راسماليته الجشعة وقفت عاجزة عن إعادة الزمن إلى الوراء ، بعدما غرقت ساحات مدنها وعواصمها بتظاهرات شعبية “طوفان احرار” لشعوب عرفت القضية من بوابة يوم القدس العالمي الذي نقلها للشعوب وعرفت حقيقة القضية من حقيقية أهداف ثورة الإمام الخميني، محافطة على نهج الثورة بحكمة قيادتها لتحرير الشعوب والأمم ، شكلت واحة حقيفية للديمقراطية الصادفة الغير معلبة، من بوابة يوم القدس العالمي وأهداف الثورة الاسلامية وحكمة قادتها
د.محمد هزيمة كاتب سياسي وباحث استراتيجي
الإخبارية اللبنانية
أخبار لبنان والعالم