لبنان وصراع الهوية قضية ابعد من مبادرة وأعمق من انتخاب رئيس جمهورية
——————–
دخلت المبادرة القطرية بمطالبها الأميركية حالة موت سريري تنازع الوقت بعد تعثر داخلي عجزت معه دبلوماسية قطر عن تأمين خرق لو بسيط في ملف رئاسة الجمهورية اللبنانية وفشلت الدوحة بفتح كوة في جدار الأزمة السياسية تنفذ مهمتها باقتراح حلول سعت من خلالها قطر حجز مقعد مقرر على الساحة اللبنانية استنادا لخبرة تعود لأكثر من عقد ونيف من الزمن وما أسس مؤتمر الدوحة لمرحلة سياسية داخل لبنان استمرت مفاعيله حتى بداية الثورة تشرين التي اسقطها حراك السفارات وكانت بمثابة رصاصة رحمة على لبنان قتلت الوطن ورمت شعبه جثة على قارعة ملعب التدخلات الدولية ومطالب الغرب ومشاريع ااسيطرة على لبنان الوطن الواعد نفطيا ذي الموقع الاستراتيجي ضمن تركيبة توازن القوى المستجد فرضه منفذا اقتصاديا يشكل حاجة دولية على البحر المتوسط ومنطقة استثمارات نفطية لعقود قادمة شكل البحر المتوسط فيها حقل عالمي للقرن الحالي يمتد حتى شواطئ أوروبا الغربية شكل بهذه المرحلة خط دفاع اول في مواجهة مد النزوح وغزوات المهاجرين من سوريا والعراق ودول الداخل على أوروبا بمهمة اغرقت لبنان بازمة وأعباء تفوق قدرة دول عظمى كيف بوطن الأرز الغارق بالفساد وسياسية الاستدانة اقتصاد ربعي قضى على الإنتاج وصولا إلى الحصار والمقاطعة العربية لأنظمة تسببت بالنزوح وترفض تحمل تبعاته الكارثية على لبنان وصولاالى استثمار الغرب للقضية بغطاء المجتمع الدولي للضغط سياسيا بهدف تحقيق مكاسب سياسية بأهداف اقتصادية والسيطرة على قرار لبنان السياسي وفرض واقع عليه عجزت عنه الحروب الإسرائيلية والتدخل في الانتخابات النيابية مضافة الى حصار مالي بتواطئ داخلي بعد اغراق الإدارة اللبنانية بأدوات غربية تعمل بتوجيهات أميركية تنفذ سياستها تحظى بحماية طائفية يغطيها دستور الطائف- نظام المذاهب وصورة عن أنظمة الفرز العنصري والذي لا زالت تصر عليه اكثرية القوى السياسية ليبقى دستورا يضمن استمراريتها يحمي مكاسبها دون الاكثراث لمصالح الوطن وحاجات الشعب وهذا نهج حكم منذ قيامة الجمهورية الثانية وليدة الطائف على وقع دخول الأميركيين المنطقة بعد حرب الخليج الأولى وسيطرة الأميركي قطب اوحد يتحكم بمصائر الشعوب والامم ساق الدول العربية إلى مدريد نحو الاستسلام ومنهم لبنان لفرض واقع جديد انطبعت معالمه على هوية وطن الأرز بقرار أميركي فرض سوريا ناظما الحياة السياسية في لبنان شريكا في القرار الذي اتخذ عدة أشكال ولم يتغير بالمضمون سوى نقل المرجعية من عنجر إلى عوكر بعد خروج القوات السورية من لبنان وتنفيذ عدة انقلابات عملت قطر على نسج تفاهم مرحلي انقذ لبنان لعقد من الزمن وانتهت مفاعيله وقبله انتهى دور قطر نتيجة دورها بما سمي بالربيع العربي ودورها السلبي بالحرب على سوريا وابعد من ذلك ادوار ادخلتها في حصار مع دول مجلس التعاون الخليجي ضمن صراع مرجعية عربي – تركي مضاف لعلاقات مميزة مع إسرائيل أخرج فطر من موقع الوسيط إلى الشريك في معركة هوية لبنان ورسم معالم هويته في عالم ما بعد حرب روسيا والغرب على الأراضي الأوكرانية وما تركت هذه المعركة من آثار وصلت إلى أفريقيا وأبعد إلى فنزويلا خلف المحيطات وصولا إلى قلب الشرق الأوسط وتراجع النفوذ الأميركي- الغربي والدخول الصيني العريض بعد أن رسمت سكة المصالح الاقتصادية معالمها الاوراسية من شانغاي إلى سوريا منفذ طريق حرير الذي قطع الطريق على حلم قطر وامدادات الغاز لأوروبا الذي تحاول الاستعاضة عنه بدور سياسي يعطيها حجم في قرار لبنان السياسي أسست له استثمارات في مجال التنقيب عن النفط بحصة كبيرة تعمل لزيادتها بإبعاد سياسية لخدمة المصالح الأميركية في لبنان وهوية لبنان ودوره المستجد على خارطة العالم الاقتصادية داخل نادي الدول النفطية والاهم موقعه الجغرافي وامن إسرائيل وتداخله مع سوريا الوجهة الاستثمارية الجديدة والموقع الاقتصادي والدور ومدى تأثير لبنان وهذا يدخل ضمن صراع هوية لبنان ونهاية عصر التبعية للغرب
د.محمد هزيمة