زراعة الزعفران تتوسّع بقاعاً… وقد يكون بديلاً لزراعة المخدرات والقنب الهندي
كتب الاعلامي “حسين درويش ” في صحيفة ” الديار “
رغم النتائج والتداعيات السلبية لكورنا على صحة الناس، حيث ألزمت الناس البقاء في منازلها، وتماشيا مع الأقفال القسري عام ٢٠٠٠ ، كانت لكورونا مفاعيلها الايجابية على المزارع القاعي خليل وهبي الذي انكب على الاهتمام بارضه لينشر زراعة الزعفران في لبنان، ويعممها على مساحات واسعة من اراضي القاع على الحدود الشمالي اللبناني،
فتوسعت زراعته بعدما الزمته كورونا منزله، فكانت زراعته الأولى على سبيل التجربة، فزرع ٦٠ مترا مربعا في أرض يملكها في القاع (سهل القاع) عام ٢٠٠٠ ، لتتوسع زراعته بعدها الى عشرة دونمات، وليصبح من أكبر منتجي الزعفران في لبنان.
تعرف خليل على هذه الزراعة عن طريق احد المزارعين اللبنانيين ،الذين استقدموا عددا من بصيلات الزعفران من اسبانيا الى لبنان، فكانت حصته منها ٢٥٠ بصيلة زرعها على مساحة ٦٠٠ متر، واليوم يملك من البصيلات ما يكفي لزراعة مئة دونم.
يقول وهبي “كنا اشترينا بصيلة الزعفران بدولار واحد في العام ٢٠٠٠ ، اما اليوم وبسبب الإنتاج الوفير وانتشار هذه الزراعة ، أصبح ثمن كل عشر بصيلات بدولار واحد”، واشار الى “ان كل دونم يعتني به صاحبه ، وينتج كيلو من الزعفران الذي يتراوح سعر الكيلو الواحد منه من 5 آلاف الى 25 الف دولار”.
اضاف: ” قد تحتاج بصيلات الزعفران المزروعة في أيلول للري مرة واحدة في حال تأخر هطول الأمطار في شهر تشرين، لكنه يحتاج ليد عاملة كبيرة لجمع ازهار الزعفران، ويكون الإنتاج في ذروته خلال شهر تشرين ثاني”، واوضح “ان الزعفران اللبناني يعاني من ضعف في التسويق، وهو ارخص ثمناً من الزعفران الإيراني”، وتابع : “نحن لا نريد أن ننافس الزعفران الإيراني وهو الأغلى ثمناً من اللبناني، بسبب انعدام اسوق تصريف الزعفران اللبناني إلى دول الخليج، لكننا نبحث عن أسواق خارجية لتصريف انتاجنا”.
وأكد مدير مؤسسة “جهاد البناء” في البقاع المهندس خالد ياغي “ان الزعفران هو من الزراعات التي تتناسب مع طبيعة طقس البقاع البارد شتاء والحار صيفاً، وهو من الزراعات البعلية غير المروية. ففي المغرب على سبيل المثال تعيش بصيلة الزعفران بواسطة الري بما يتناسب وطبيعة الطقس، اما في ايران فهي تعيش بعلية وبدون ري”.
اضاف: “الزعفران هي من الزراعات الريفية غير البديلة، ومن الممكن أن تصبح بديلة، لكنها تحتاج لنفس طويل لكي تصبح بديلة”، واكد “ان مردودها الاقتصادي عالي جداً بعد ثلاث سنوات، وفي السنة الرابعة يصبح انتاج الدونم الواحد منها ٢ كيلو من الزعفران، بسعر يتراوح ما بين ستة آلاف الى ١٢ الف دولار، وهو من الزراعات الأسرية بامتياز، ويمكن للمزارع ان يعتني بها مع افراد أسرته”.
وتابع : “استوردنا هذا العام بصيلات الزعفران من الجمهورية الإسلامية، وقدمنا الاسبوع الماضي، بعد انتهاء دورة نظمناها، بصيلات الزعفران لـ ١٥ متدربا خضعوا لدورة في مركز اتحاد بلديات بعلبك بمواكبة مهندسين، وقد حصل كل مزارع على ٧٢ كيلو من البصيلات، اي بما يوازي عدد ١١٥٠٠ بصيلة تزرع على مساحة ٤٦٠ مترا، وسنواكب المزارعين مع بدء زراعة الموسم الذي تأخر عن موسم زراعته اسبوع واحد”.
أضاف ياغي “يمكن للبصيلة الواحدة ان تعطي بعد ٦ او سبع سنوات من ١٠٠ الى ١٥٠ بصيلة، وسعر كل عشر منها دولار واحد، بما يعني ان مردود كل بصيلة ما بين ١٠الى ١٥ دولارا بعد سبع سنوات، عدا عن مياسم الزعفران والشعيرات، وكل ١٥٠ الى ١٦٠ زهرة تعطي غرام زعفران واحد”.
واكد “اننا نعمل على نشر زراعة الزعفران لإفادة اكبر عدد ممكن من المزارعين والعائلات، إضافة إلى اننا زرعنا في مراكزنا عددا كبيرا من البصيلات في منطقتي دورس والهرمل، من أجل إكثار بذار البصيلات للمستفيدين، كونها زراعة ناجحة جداً في مناطق البقاعين الشمالي والاوسط”.
وقال رئيس بلدية القاع بشير مطر “نعاني أزمة كبيرة باليد العاملة الزراعية، بسبب تقديمات الجمعيات والهيئات المانحة للعمال السوريين، الذين تركوا عملهم الأساسي ، وتحولوا من الزراعة الى غيرها من الاستثمار بسبب هذه التقديمات”. وطالب “بإيجاد أسواق لتصريف الإنتاج ودعم المزارع ، كي يتمكن من الثبات في ارضه”.