عراقة البعث وخطة حجازي أعادوا للحزب دوره السياسي
——————-
لم يكن من السهل اختيار قيادة جديدة لحزب البعث العربي في لبنان بمرحلة صعبة تملئها كثبان تعقيدات رسمتها عواصف صواعق سياسية استهدفت الوطن العربي بدء من البوابة السورية حرب كونية اعاصيرها مدمرة لم يشهد العالم مثيلها منذ الحرب العالمية بهدف إستكمال تقطيع أوصال الوطن العربي وتشتيت الأمة التي تمكست بها سوريا والتزمتها دمشق منذ ثورة الثامن من اذار المجيدة عاصمة للعروبة وقلعتها الحصينة دون منازع دفعت الثمن باهظا فاتورة حروب مواجهة إرهاب حصار وآخرها تحريك عصبيات عرقية اثنية مذهبية كان حزب البعث درع حصينة بمواجتها وبقيت مبادئه لقاح بجسد الأمة حصن اقطارها حمى وحدتها وحرية شعبها بمواجهة استعمار جاسم على بصدور اوطان يعبث بالامم جماعات وبلدان كما هو حال لبنان الوطن الواقع على خط زلازل اطماع غربية محكوم بفوالق تبعية للغرب شكلت هزات داخلية ارتدادات مذهبية ضربت بنية الكيان اغرقته ببحر أزمات يصعب مواجهتها نظرا لتداخل الواقع اللبناني وطبيعة النظام السياسي فيه بحقبة الماضي القريب الذي لم يكن صفحة بيضاء دفعت الأحزاب الوطنية فيها ثمنا كبيرا بحجم دورها الوطني فرضته ظروف انقلاب الداخل عام ٢٠٠٥ بعد انتهاء مهمة الجيش العربي السوري في لبنان وخروجه وما حملت تلك المرحلة من انقلاب خارجي انعكس على الداخل بمكوناته السياسية وأحزابه بمقدمها حزب البعث العربي صاحب التاريخ العريق ومبادئ العروبة حزب الفلاح والعامل منهاج الطالب والشريك على الساحة اللبنانية برسم معالم المرحلة والعمل الوطني خاض معارك على الأراضي اللبنانية بمواجهة العدو الصهيوني زرع بصمة مشرفة بانتفاضة السادس من شباط التي أسست لخيار مواجهة الاستسلام رفضا لتوقيع اتفاق الذل ” السابع عشر من ايار” مع العدو الصهيوني
إلا ان كل هذا التاريخ والمبادئ لم تشفع لحزب النضال بعين عاصفة هوجاء فتكت بوطن المقاومة والعروبة كان حزب البعث احد اهدفها طالته سهام الانقلاب اوصلته حد الاقعاد وتعاظمت فيه الأزمة حتى بات النهوض بالحزب مهمة من نوع المستحيل يلزمها عناية مشددة تحتاج قيادة استثنائية كان اختيار الأستاذ علي يوسف حجازي امينا عاما لحزب البعث انحياز لمصلحة الحزب وجماهيره والسير بمبادئه وشكلت نهضة اعادت دوره الفاعل المنسجم مع تاريخه بقيادة شابة تحمل طموح يستند لثوابت ملتزمة قضايا الامة العربية تجرعها الامين العام على حجازي بأولى خطواته في مسيرة الحزب وشكلت نواة مرحلة جمعت عراقة الحزب وتاريخه بحداثة المستقبل النابض برؤية الاستاذ علي حجازي الملتزمة ثوابت البعث ومبادئه تكاتفت فيها جهود أجيال شكلوا فريق عمل نحو مرحلة جديدة اعادت لحزب البعث دوره الريادي الفاعل على الساحة اللبنانية حالة متميزة طغى عليها طابع المؤسسة سياسيا وجماهريا وسمتها شخصية الأمين العام الرفيق علي حجازي وطابعه الجدي وما يملك من مؤهلات قيادية تنظيمية انعكست على مفاصل الحزب باكملها تنظيما اعلاما ودورا داخل الحياة السياسية في لبنان وعلى اكثر من مستوى كذلك اثمرت ضخ اجيالا جديدة في جسد الحزب على ايقاع قدرة تنظيمية اثمرت انتساب اعضاء جدد يقسمون اليمين الحزبي بذكرى انطلاقته رفاق يجددون العهد لحزب النضال يلتزمون مبادئه ووحدة الامة حرية شعوبها سيرا بالحزب على طريق الحداثة والتجديد بدور سياسي فاعل ايمانا بقيادة ناشطة على الساحة اللبنانية وما ينتظر الحزب من مهام جسام يحتجاها الوطن وشعبه
د.محمد هزيمة
