الإخبارية اللبنانية

أخبار لبنان والعالم

أخبار سياسية - محلية وعالمية

هل ستشهر الدول العربية والإسلامية سلاح المقاطعة الإقتصادية بعد حرق نسخة من القرآن الكريم في دولة السويد و بتغطية رسمية؟؟ أم ستكتفي بالإستنكار عبر السفراء المعتمدين!!

هل ستشهر الدول العربية والإسلامية سلاح المقاطعة الإقتصادية بعد حرق نسخة من القرآن الكريم في دولة السويد و بتغطية رسمية؟؟
أم ستكتفي بالإستنكار عبر السفراء المعتمدين!!

 

كتب المختار عبد الناصر الساحلي :

 

 

إن حرق القرأن الكريم و بترخيص رسمي من دولة السويد يُعتبر جريمة نكراء و عمل استفزازي لا يُقيم أي وزن لديانة و معتقدات و مشاعر ملياري مسلم حول العالم.
إن حكومة السويد تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا العمل الاجرامي-المشين.
فالحكومة السويدية صار تاريخها حافل بالممارسات الفاضحة بحق الديانات السماوية، فليست المرة الأولى التي تسمح فيها بحرق نسخة من القرأن الكريم.
و بما أن الدول العربية و الإسلامية لم تقف موقف جاد و حاسم من المرة الأولى التي تم التواقح فيها على دستور ملايين المسلمين و كتابهم المقدس، و لم تتخذ إجراءات صارمة من الجهة المعتدية على المصحف الشريف، تجرأت الحكومة السويدية مجدداً على إعطاء تغطية قانونية لحرق نسخة من القرأن الكريم الذي نُزل تنزيلاً من عند الله عزّ و جلّ.
لماذا لا نشهر سلاح المقاطعة الإقتصادية ضد السويد؟ فكلفته تبلغ ما يقارب ٢٠ مليار دولار، ما يُكبد الدولة المعتدية خسائر يُحسب لها.
إن المقاطعة تكون عبارة عن ٥ مليارات دولار للتبادل التجاري مع الدول العربية، ومثلها مع الدول الإسلامية غير العربية، وكذلك 10 مليارات استثمارات متبادلة مع العالم الإسلامي.
فلتكن السويد عبرة للدول التي تتبنى الإساءة للقرآن الكريم و الدين الإسلامي الحنيف، المقاطعة “سلاح فعال للغاية”.
إن الإقتصاد السويدي يعتمد بشكل كبير على التبادل التجاري والإستثماري مع الدول العربية و الإسلامية، لذا غضب الشعوب الإسلامية و اتخاذ قرار جماعي بالمقاطعة بسبب استفزازهم وحرق كتابهم المقدس “القرآن الكريم” أكثر من مرة بظل حماية الشرطة، و عدم معاقبة من يقوم بفعل الحرق تحت ذريعة الحرية الشخصية، سيكون ضربة كبرى للإقتصاد السويدي.
إن حجم التبادل التجاري السويدي العربي والإسلامي، يزيد عن 10 مليارات دولار سنويا، وتحتل المملكة العربية السعودية المركز الأول في التبادل التجاري، تليها الإمارات، ثم قطر بالمرتبة الثالثة، ما يهدد إقتصاد السويد الذي يُعاني من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وأكثر من 14 ألف عقوبة أميركية-أوروبية على روسيا، كما تحتاج السويد لصوت تركيا الإسلامية للإنضمام لحلف الناتو، وهذه الأحداث تُصعّب من المهمة التي ترفضها تركيا بالأساس إلا بفرض شروطها.
إن الاقتصاد السويدي يعاني عدة مشاكل، حيث أكدت وزيرة مالية السويد قبل عدة أشهر دخول إقتصاد بلادها في مرحلة ركود أعمق وأطول أمد عما كان متوقع العام الجاري بسبب إرتفاع أسعار الطاقة الذي يؤدي إلى ارتفاع التضخم ويضر بالأسر والشركات.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل فعلا تريد الدول العربية والاسلامية أن تنتصر للقرآن الكريم وتمنع أن تفكر الدول الغربية وغير الغربية بالإساءة للقرآن الكريم و ذلك من خلال اشهار سيف المقاطعة بوجه هذه الدول التي تستخف وتستهين بكتابنا المقدس و ديانتنا الإسلامية، أو فقط ستكتفي هذه الدول بدعوة السفراء المعتمدين في دولهم من اجل تسجيل استنكار جراء حرق نسخة من القرأن الكريم.
و كفى الله المؤمنين شر القتال.

error: !!