خاص، الإخبارية اللبنانية
حسين درويش ورشاد اسماعيل
كنا ندرك ُبعد المسافة عندما انطلقنا في ساعات. ُمُبكرة من يوم سبت من النصف الاول من تشرين أول، من مدينة بعلبك خزان المقاومة باتجاه الجنوب الواعد.
كنا ندرك الهدف والمقصد تحركنا بناء لدعوة مسبقة من مجلس ادارة مدرار الحاج عبدالله بري وهو الاسم المحبب لديه
ونحن نسلك طريق البقاع الغربي نحو الجنوب تتحرك بنفس الاتجاه على تخوم بحيرة القرعون باتجاه النبطية، حيث مقصدنا. ما آنسنا في رحلتنا هو الصمت والهدوء وحركة سير خجولة وبعضاً من بساتين الدراق والتفاح وشجيرات التين، وقبل ان تعبر الوادي لا يمكن أن تنسى ذكريات لم يستطع الماضي محوها من الذاكرة مهما ابتعدت فينا الايام،
عندما عادت بنا الذكريات لبطولات شباب أفواج المقاومة اللبنانية امل يوم سطروا بطولاتهم على تلال ميدون في ملحمة تصديهم للاجتياح وهم يرفعون جنازير ملالة صهيونية غازية وطأت محتلة اطراف البلدة ، تذكرك الصور الملتقطة في عدسات الكاميرا انذاك وكأن بلحظات البطولة تعود بنا إلى الماضي، يوم عشنا لحظات القلق والخوف، والذي لم يرهبنا بها شباب اعاروا جماجمهم للّه.
عشنا الماضي، ونحن نستذكر تلك البطولات لشباب بعمر لشباب بعمر الرياحين ضحوا بانفسهم من أجلنا خفاظا على الأرض والعرض، تحت صولات وجولات ومراقبة طائرة الmk ذهابا وايابا فوق التلال والوادي لم تغادر هذه الطائرة تحليقها قبل أن تطمئن بأننا غادرنا المكان قبل أن ننجز رسالتنا الاعلامية وقتذاك
من على الكتف الغربي لبحيرة القرعون وانت تتعرف على صلة الروابط البيئية والاجتماعية التي تجمع بين البقاع والجنوب.
لم يشعرك طول الطريق بالملل وانت نستطلع اسماء القرى والبلدات،
لم اشعر وزميلي رشاد بوحشة الطريق، عندما قلت له سنكثر من الأسئلة ونخفف من التحركات كي لا نضل الطريق حسب القول الشعبي.
شعورنا بالارتياح كان لا يوصف عندما انعطفنا يسارا بجانب النصب التذكاري لأحد عباقرة لبنان المخترع الأول للكهرباء حسن كامل الصباح ابن مدينة النبطية الذي قضى بظروف غامضة في الولايات المتحدة الأمريكية، هذا لان المنطقة المقصودة أصبحت قريبة من محط زيارة عملنا الى تلال شوكين، حيث انتصب مجمع مدرار في تخوم مدينة النبطية.
على تلال شوكين في الخاصرة الجنوبية للمدينة لجهة البحر على ارتفاع ٦٠٠ متر عن سطحه.
تتميز منطقة النبطية بطقس معتدل.
مجمع مدرار.
مشروع ثقافي صحي، جامعي لكل الاختصاصات، ومستشفى لكل العلاجات والحالات، وهو اشبه بمدينة طبية وجامعية.
يرأس مجلس إدارته نجل رئيس مجلس النواب الحاج عبدالله بري.
حركة عمل دائمة من أجل النهوض بالمشروع على مرحلتين
الأولى حيث المتابعة والعمل من أجل وضع اللمسات الأخيرة على بناء المستشفى بتؤامة مع الجامعة الامريكيةaubmc بأشراف المهندس محمد شريم
اما المرحلة الثانية
استكمال الببناء جامعي لكافة الاختصاصات العلمية والادبية مع مباني لسكن الطلاب
رحلة داخل المجمع
نظم لنا المهندس المشرف وبتعليمات من مدير مجلس الإدارة الحاج عبدالله بري جولة داخل المجمع وعلى اقسام المستشفى التي أنجزت منه بعض الغرف بسيارة تعمل على الطاقة الكهربائية، وقد تزودت بالطاقة من خلال انتاج محلي وفرته لها لوحات الطاقة الشمسية المنتشرة فوق مرآب سيارات التلاميذ، بقصد انتاج الطاقة لأهداف مدروسة بهدف تخفيض قيمة فاتورة الاستشفائية بنسبة ٥٠ بالمئة من قيمة الفاتورة لكل مريض وهذا ناتج عن الخطة المعتمدة بانتاج ذاتي للطاقة الدائمة مع تخفيف الاعتماد على التيار الكهربائي
لمحة عن المجمع
يقع “مشروع مدرار الجامعي والطبي” والتسمية مشتقة من القرآن الكريم على عقار تبلغ مساحته حوالي 50000 متر مربع على إحدى تلال بلدة شوكين الجنوبية ، يتميزالموقع بقربه من مدينة النبطية ، وبربطه مدن وبلدات الجنوب بعضها ببعض تبلغ “المساحة ا المبنية في المشروع” 60000 متر مربع ، ومن اهم أقسامه ومبانيه :
1- بلوك (A) :
هو مبنى “الادارة” يتكون من 6 طوابق ، من اهم محتوياته : المسرح ، ويتسع لـ 350 شخص ، ويمتاز بتصميم جمالي رائع ، ويبلغ إرتفاع سقفه 12 مترا. كما ويضم المبنى قاعات متعددة الاستخدامات ، ومكاتب ادارية.
2- بلوك (B) : هو مبنى المستشفى الرئيسي ، يتكون من 9 طوابق ، ومن اهم محتوياته :
سبع غرف عمليات (OR) – قسم التعقيم (CSSD) – قسم الطوارئ – قسم الاشعة – قسم العنايات – قسم القلب (تمييل وقلب مفتوح) – قسم العظام (مع جراحة) – قسم الولادة – قسم الصيدلة – غرف مرضى.
3- بلوك (C) :
يتكون من 6 طوابق ، ومن اهم محتوياته : طب الشيخوخة – سرطان (أطفال وكبار) – قسم عيون (مع عمليات) – ENT (انف – اذن – حنجرة) – قسم التنظير (Endoscopy) – علاج فيزيائي – مسبح (Hydro pool)و(Gym)- المختبر المركزي – علاج فيزيائي – عيادات خارجية – غرف مرضى.
4- بلوك (D) : يتكون من 7 طوابق ، وهو تخصصي لعلاج المدمنين
5- بلوك c وهو مبنى الجامعة ، يتكون من 9 طوابق ، ويضم كليات / الطب ، طب الاسنان ، الصيدلة والتمريض.
مع الاشارة الى ان عدد الاسرة في المشروع (240) ، وجميع هذه المباني متصلة فيما بينها بممرات وانفاق تحت الابنية سفلية. بشكل عام يمتاز المشروع بالفن المعماري المميز جيء بصخوره وحجارته من مقالع الجنوب وبالمنشار لداخل المشروع من أجل تنظيم وتجهيز وقص الحجارة وفق الطلب من حيث الهندسة والشكل
اما ثكنات القرميد فهي تعلو الاسطح ، من اكساء جميع الواجهات لتفضي رونقا وجمالا مميزين
اما المداخل فقد زينت بالحجر الصخري الطبيعي ، وهو حجر “بيت ياحون”. كما وان كافة مواد البناء و”التجهيزات الطبية” تخضع للمواصفات العالية ، ومن اهم الشركات العالمية
أضيف على المشروع ثلاثة مواقف للسيارات ، تقع على ثلاث قطع من الاراضي المحيطة بالمباني ، تبلغ مساحتها حوالي 17000 متر مربع ، تتم الاستفادة منها بثلاث إستخدامات : آبار للطاقة الارضية (Geothermal) تحتوي على 180 بئر وتوفر حوالي 1.1 ميغاوات من الطاقة،
وفوقها مواقف للسيارات تتسع لأكثر من 550 سيارة ، وتظليل المواقف هو عبارة عن مظلات للطاقة الشمسية ، والتي تنتج حوالي 1.0 ميغاوات
يمتاز المشروع ب (Landscape) مصمم من اشهر المختصين ، حيث تبلغ مساحة المناطق الخضراء والمزروعة فيه حوالي 25000 متر مربع ، مما سيشكل عند انتهائه لوحة فنية تحاكي جمال وطقس المنطقة المعتدل
تتداخل فيها الالوان المنسقة بدقة.
يبقى ان هذا المشروع هو مدينة طبية بامتياز ، وسيكون ان شاء الله منارة مضيئة بتعاون جميع المخلصين.