تعرّفوا على الطفلة الجميلة جويا الهاشم المصابة بالتثلث الصّبغي ٢١ تريزومي.
لم يمر عيد الام في قرى وبلدات دير الأحمر مرور الكرام، فكان لعيد هذا العام نكهتة الخاصة ومناسبة تحولت فيه الطفلة جويا الهاشم الى الحدث.
حدث تزامن مع عيد التثلث ليتحول الى ثلاثة اعياد، عيد بداية فصل الربيع وتباشير السنونو مع عودة الحياة والدفء وإلعطاء الى الطبيعة ، وعيد الام مع بداية شهر المغفرة والرحمة بحلول شهر رمضان المبارك .
جويا الهاشم ابنة بلدة شليفا التي لم تتجاوز من العمر سنواتها الخمس.
تركت في دير الأحمر وقرى البقاع الشمالي بصمة في وجدان إدارة مدرستها الرسمية من قسم الروضات تبعاً لحالتها كونها مصابة بمرض التثلّت الصّبغي ٢١ تريزومي.
متلازمة لم تسمح لها بفرصة التعلم في بقاعنا المنسي. حالتها فرضت عليها وعلى عائلتها واقعاً جديدا فتكيّفت مع مرضها لتلازم منزلها بعدما اوصدت أبواب معظم المدارس بوجهها. لتأتي في نهاية النفق مبادرة انسانية كريمة من اخت كريمة كسرت فيها قواعد اللعبة ومسألة الروتين الإداري. المبادرة كانت من مديرة إدارة المدرسة.
أحدثت ادارة مدرسة دير الأحمر اندماجا غير مسبوق بين أطفال بين جويا والاطفال من طلاب صفها في قسم الروضة الثانية، مبادرة هزت الضمائر واحدثت فارقاً نابعاً من حس الوجدان والمسؤولية الإنسانية ، ولولا هذه المبادرة، لكانت جويا متلازمة مع مرضها متلازمة في إحدى غرف عائلتها المتواضع في كنف عائلة تعاني من ضعف الامكانيات المادية في ظل وضع اقتصادي صعب وتدهور معيشي وفلتان في سعر صرف الدولار .
مديرة المدرسة التي لم تشأ ان نذكر اسمها اتخذت قرار الاعتناء بجويا وكي لا تتركها وحيدة مع متلازمتها ضمتها الى بنات وأبناء صفها ، لتحتفل بها في مناسبة عزيزة، ولكي تزرع الفرحة على قلبها وقلوب محبيها من عائلتها ورفاق صفها.
نظمت إدارة المدرسة وبمناسبة عيد الام ومتلازمة التثلُث بعيدها احتفالا في باحة المدرسة اثار لفتة مميزة.
وعلى امل ان يكون لجويا مكان يحضنها في عامها الدراسي الثاني في المدارس الرسمية المحاصرة ذهنيا، والغائبة تربوياً عن واجباتها نتيجة أداء فاشل لسلطة فاشلة فاسدة ومترهلة، وضعت نفسها امام مطالب تربوية محقة في دولة مفلسة تحضن النازح، وتترك أطفالها وطلابها اسرى الشوارع، فليس غريباً، ان ترفض بعض إدارات هذه المدارس جويا في إحدى صفوفها بعد أن وعدت بضمها الى احدى الصفوف ثم عادت فأخلفت بما وعدت به.
إدارة مدرسة دير الأحمر تقول ان الله عوّض على جويا في مدرسة راعت ظروفها الاجتماعية والمرضىية فاحتضنتها وامنّت لها كادراً تعليمياً دامجاً فحققت نجاحاً متميزاً، على امل ان تجد جويا لها صفاً مع بداية عام دراسي جديد يرعى طفولتها ويزرع البسمة على شفتيها بيوم التلث الصبغي، للمصابين بهذا المرض نقول كل عام واطفالكم الذي يصادف مع عيد الام وانتم بالف خير.
والدة جويا لارا الهاشم قالت عائلة جويا وُعدوا من عدة مدارس رسمية وخاصة بإستقبال ابنتهم، ولكن مطلع الماضي الدراسي فوجئوا برفض تسجيل ابنتهم بحجة، ان ليس لديهم تجهيزات مناسبة لحالة جويا. متوسطة دير الأحمر الرسمية أخذت الطفلة على عاتقها وأحدثت فارقاً في حياة الطفلة ولو لم يحدث ذلك لكانت جويا أسيرة إحدى غرف منزلها بعيدا عن مقاعد المدرسة.
وكل عيد ام وانتم بالف خير.
وتصبحون على وطن.
حسين درويش