الإخبارية اللبنانية

أخبار لبنان والعالم

أخبار سياسية - محلية وعالمية

باسيل بدد التيار ويقامر بالتفاهم

باسيل بدد التيار ويقامر بالتفاهم
——————–
دخلت العلاقة بين التيار الوطني الحر وحليفه حزب الله مرحلة صعبة وهي بمسار خلافي تصاعدي ولهجة تصعيدية يمارسها رئيس التيار الوزير جبران باسيل مقابل استيعاب وتعقل من الحزب الذي اعتاد الصبر وتجرعه بالعلاقة مع الحلفاء قبل الخصوم على قاعدة “المصلحة الوطنية” شعورا بدقة المرحلة وخطورتها والغليان الدولي وما له من انعكاس على لبنان الوطن الغارق بازماته الكارثية والمبني اصلا على تناقضات ومحكوم بتسويات وهي السبب الأول في تعثر قيام “دولة”
فمنذ قرر العماد عون العودة إلى لبنان وقبل انتخابات العام ٢٠٠٥ وهو محور استهداف القوى السياسية التي حاولت منع عودته إلى لبنان ثم تحجيمه انتخابيا بالتحالف الرباعي وتحوله خماسي بعد انضواء القوات اللبنانية فيه وحصدها كتلة نيابية ادخلتها نعيم السلطة فيما أثبت العماد عون زعامته بشهادة البطريرك الراحل صفير “أصبح للمسحيين زعيم” لكن هذا لم يمكن التيار الدخول شريكا بالحكم بقرار من قوى ١٤ آذار واستئثارها بالسلطة على حساب الوطن بدعم غربي وتمويل عربي فكان تفاهم مار مخايل حاجة اولية للتيار شكلت له وثيقة عبور تكللت على كرسي بعبدا بعد فراغ يزيد عن السنتين سبقة فراغ حكومي
فالتفاهم حول التيار الوطني من معارض سياسي على هامش السلطة لشريك بالسلطة وحليف استراتيجي للمقاومة التي حفظت له بعض التبايات وأدخلته نعيم السلطة بحجم وازن ودور مقرر ابقته صادما رغم الظروف الصعبة والأزمات استمر التفاهم رغم المغريات ولم يتبدل مع تبدل الظروف بقناعة عند الطرفين انه ليس “تفاهم الضرورة” فحسب كما صوره البعض بل انه حاجة وطنية تؤسس لمرحلة بناء الدولة التي يسعى لها الطرفان بمثابة خطوة اولى لدخول لبنان نفق الخروج من السلطة إلى الدولة
فتبدل الظروف السياسية والمشهد الدولي معطوفا على الكباش الإقليمي ومن موقع لبنان ضمن دائرة ملتهبة بحروب ظروف فرضت متغيرات على الواقع لكن اكثرية القوى السياسية لم تتكيف مع الواقع المستجد وربما لم تفهمه وفي مقدمهم الوزير جبران باسيل الذي كان قد وصل لرئاسة حزبه على رفاة التيار عينه وأشلاء رفاق الدرب ادخلت معه التيار حالة من الضياع والقلق نتيجة الاستئثار والجموح الذي مارسه باسيل بدأ من داخل البيت وانسحب على العائلة واتسع حتى شكل انقلاب على ثوابت وطنية ومبادئ التيار “الحالة العونية” وانتشارها في هشيم المجتمع اللبناني تيارا وطنيا تجاوز الحدود المذهبية والمناطقية ماسحا صبغة الانعزال وتمهة التبعية عن التيار وذلك بتبنيه خيار المقاومة العلاقة مع سوريا وحفظ افضل العلاقات مع المحيط العربي ليعيدها الوزير باسيل حالة “باسيلية” تتخبط بازمات تناتش المنافع والمواقع مع الجميع يغطيها برفع شعارات ماتت ابان الزمن الغابر عجزت عن فرضها الدبابة الإسرائيلية ولفظها الشعب والوطن معا
فمن هنا يتاكد لنا ان التيار الوطني الحر هو ربما اخر ضحايا الوزير باسيل ومغامراته في مسيرة حلم الرئاسة الذي افقده البوصلة مراهانا على وهم :”انه حاجة لن يستغني عنه حزب الله كغطاء للمقاومة” دون أن يلتفت حوله ويقدر دقة المرحلة وخطورتها ويتطلع بعيدا بعين المراقب ليتمكن أن يحجز لنفسه مكان يعطي تياره دورا فاعلا يؤهله لقيادة المرحلة القادمة شريك ضمن فريق سياسي بمشروع قيامة لبنان وبناء الدولة فيه وهو على ابواب نادي الدول المنتجة للنفط وهذا واقع وليس وهم إنها الحقيقة من باطن البحر فهل يعقل باسيل قبل لقاء الأمين العام السيد حسن نصرالله خلال الأسبوعين المقبلين على ابعد تقدير
د.محمد هزبمة

شارك الخبر
error: !!