تابع وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى الوضع الميداني للمنطقة المنكوبة، وأوضاع الابنية التراثية المتضررة، جراء انفجار مرفأ بيروت. فتفقّد مرتضى سير الأعمال فيها سيما “أننا في سباق مع الزمن” على حد تعبيره، قبيل بدء موسم الأمطار التي تشكل تهديداً حقيقياً وفعلياً لواجهة بيروت التراثية المتضررة، على حد قوله.
وقال مرتضى “بالرغم من كل الجهود المبذولة لا زلنا في عين العاصفة، ومن الضروري السعي بكل ما أوتينا من قوة لانقاذها وتأمين التمويل اللازم لتدعيمها وترميمها وتغطيتها”.
وفي هذا السياق، اثنى وزير الثقافة على جهود العاملين في مديرية الآثار لإزالة كافة الأحجار ومخلّفات أضرار وردم الأبنية التراثية، سيما في شارعيْ غورو وبسترس، بمساعدة منظمة الدرع الأزرق واليونيفل والجيش.
وحيّا مرتضى الجهود المبذولة في الفرز الحاصل لهذه الردميات لاستخدامها في عمليات الترميم المطلوبة في وقت لاحق، مع التشديد على مراعاة المعايير التقنية المتبعة لضمان حماية هذه الأبنية والأسطح دون المسّ بهيكلها الأصلي.
كما أوعز مرتضى الى أعضاء اللجنة التشدد في حال تمنع اي كان السماح للعاملين في مديرية الآثار من ممارسة مهامهم، في مسح وتدعيم وترميم أي من الأبنية التراثية، واللجوء الى الأجهزة الأمنية وقضاة الأمور المستعجلة والنيابة العامة المالية، لتمكينهم من اتمام المهام المنوطة بهم في حفظ وانقاذ تراث مدينة بيروت.
كلام الوزير مرتضى جاء خلال الاجتماع الدوري للجنة الأبنية التراثية في وزارة الثقافة، حضره مدير عام الآثار سركيس الخوري وأعضاء اللجنة. فجرى عرض لتقدم سير الأعمال والمشاكل التي تعترضها، والمساعدات المبذولة لدعم هذه الابنية، وتبين أنه “فيما خصّ الابنية التراثية المتصدعة بشكل كبير وعددها 44، تم الانتهاء من تدعيم 8 بناء بشكل تام، و26 بناء قيد التدعيم حالياً، في حين يتبقى 10 ابنية تحتاج الى تمويل تم اقتراحها على محافظ بيروت. وتمت تغطية أسطح القرميد في 65 مبنى متضرر بتمويل من الابساد 10 – Aliph 3 – ايرغا 5 – بيت البركة 3 وBHI 6”.
وثمّن مرتضى في الختام مبادرة بلدية بيروت اطلاق المناقصة لتلزيم أعمال تدعيم طارىء وتغطية للابنية المتضررة التي قد تشكل خطرا على السلامة العامة من جراء الانفجار بقيمة 30 مليار ليرة لبنانية. واعتبر أن كل مساعدة ومبادرة هي موضع ترحيب وشكر لدعم واعادة النهوض ببيروت التراث والحضارة، حاضنة الجميع وقلب لبنان النابض.