الإخبارية اللبنانية

أخبار لبنان والعالم

أخبار سياسية - محلية وعالمية

اسبوع التفاؤل الحذر

اسبوع التفاؤل الحذر

كتب الدكتور محمد  هزيمة .

بدا الاسبوع الأخير من الشهر الأول للفترة الموجبة انتخاب رئيس للجمهورية بكثير من التفاؤل السائد وفق أوساط المتابعين ومن المتوقع ان ينعكس إيجابا على المواطن الغارق بأزمة ككرة ثلج تكبر امام متطلبات الحياة الضرورية وانعدام الأمن الاجتماعي وصولا إلى فقدان الأدوية وما زاد الطين بلة ان المواطنين على أبواب شتاء وتحضر معه متطلبات المدارس ولوازم التدفئة بظل استمرار تدني قيمة الليرة اللبنانية والتلاعب بسوق الصرف وتفلت الأسواق وتركها مرتع للمستغلين على حساب لقمة الفقير وهي ثمة تلازم الأكثرية الساحقة من المواطنين بعد حرمانهم من ودائعهم وجنى أعمارهم وانهيار قيمة رواتب الموظفين والمتقاعدين وحتى المتعاقدين ما انعكس سلبا على الدورة الاقتصادية وتآكل النائج المحلي ودخل الاقتصاد معه بحالة ركود لا مثيل لها بالعالم صنفت الأخطر منذ قرنين
هذا التفاؤل له أسبابه أولها:
اقتراب موعد تشكيل الحكومة او الاصح تعديل طفيف يطرأ على الحكومة الحالية المستقيلة دون المساس بتوازنات اهل الحكم ونقلا عن مصادر مقربة من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي” ان الحكومة نهاية هذا الاسبوع الحالي وعلى ابعد تقدير بداية الأسبوع المقبل”
اما السبب الثاني للتفاؤل يعود إلى الاتفاق على إقرار الموازنة وتمريرها بالمجلس النيابي وهي خطوة أساسية تطلبها المؤسسات الدولية وفي طليعتها صندوق النقد الدولي برغم علمهم إنها موازنة صورية وربما خيالية خالية من اي اصلاح جدي وفيها كثير من التحامل على صغار الموظفين وفي طليعتهم المعلمين والمتقاعدين

اما ثالث الأسباب وهو الأهم عملية ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة بتوقيع اتفاق متكامل وهذا يؤشر لبداية الخروج من الأزمة الاقتصادية
فوفق معلومات متواترة ان توقيع الاتفاق حتما قبل منتصف شهر تشرين الثاني والتحضرات جارية على قدم وساق من قبل الفرنسيين الذين يتواصلوا مع كل الأطراف المعنيين الإقليميين والدوليين لإتمام هذا الاتفاق سريعا
يضاف لما تقدم يعطي بعض المتابعين أهمية كبرى للبيان الثلاثي الذي صدر عن الأميركيين والفرنسين مع السعودين وما حمل من اهتمام ومتابعة وعدم ترك لبنان والتوصية بالانفتاح على الجميع وضرورة إجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها وطلب دعم مؤسسات الدولة الرسمية وأجهزتها العسكرية والأمنية ما يعطيها الشرعية وحدها وفي هذا دور تسعى له السعودية وتعمل عليه بعد أن إنهت بنفسها الحريرية وإقصت تيارها عن الحياة السياسية العامة وعلم في هذا الإطار ان طبق رئاسة الجمهورية مؤجل حاليا والمرشح الأوحد هو الفراغ ريثما تنضج التسوية التي تمهد لها الهدنة الحالية لحكومة تدير أزمة ولا تتهرب من مسؤولياتها وفق ما هو حاصل اليوم ومن المتوقع ان يصل إلى بيروت أواسط الاسبوع الجاري وفدا قطريا يرأسه وزير العمل القطري لتوقيع اتفاقية تسهيل اليد العاملة اللبنانية إلى قطر قبل المونديال ما يفتح مجال لعشرات آلاف فرص العمل وهي أكثر ما يحتاجه لبنان بهذه المرحلة وعلم أنه منذ اسبوعين تقريبا زار لبنان وفد قطري يضم رجال أعمال مستثمرين بينهم كبار مسؤولين بنك قطر الوطني وهو احد اكبر البنوك العالمية لمدة ثلاثة أيام بعيدا عن الإعلام وعقد عدة اجتماعات مع مصرفين ورجال أعمال وبعض المستثمرين اللبنانيين ومن المرجح ان يعود هذا الوفد قبل توقيع اتفاق ترسيم الحدود مع العدو الإسرائيلي الذي تساهم ايضا دولة قطر فيه بجدية وتساعد على اتهائه بسرعة

يبقى على المواطن أن يقرن هذا التفاؤل الموعود بنوع من الحذر فالمشهد الدولي لا يوحي بالاستقرار العالمي وطبول حرب كونية تقرع والعالم كله منقسم على ذاته
د.محمد هزيمة

شارك الخبر
error: !!