رأي
زيارة هوكشتاين مناورة جديدة.
وصل الى بيروت امس الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين بجدول أعمال متخم باللقاءات تبدأ بالرؤساء الثلاثة وقائد الجيش وتشمل وزيري الخارجية والطاقة ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، وقد علم ان اجتماعا مهماً سيعقد مع نائب رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري ومن غير المعلوم بعد ما إذا كان سيكون منفرداً ام يتوسع
وفي المحصلة.
المؤشرات الخارجية توحي بتسريبات من تل أبيب ان هوكشتين يحمل إلى لبنان طرحا مقبولا وينتظر عليه رداً واضحاً ومكتوباً وسبق هذا كلام لافت من كيان الاحتلال عبر «القناة 12» العبرية التي كشفت عن تهديد إسرائيلي شديد اللهجة نقل عبر الولايات المتحدة وفرنسا إلى لبنان موجّه الى السيد حسن نصرالله ،
تحذر فيه إسرائيل من اي استفزاز حول منصّات الغاز تجر إلى دمار لبنان وتتحمل الحكومة المسؤولية
في المقابل نقلت القناة عينها ان اسرائيل تضغط على الولايات المتحدة للوصول إلى اتفاق بحلول أيلول المقبل، اي قبل انتهاء المهلة التي منحها حزب الله لمن يعنيهم الأمر واضعاً خطوط حمراء على حقوق لبنان في ثروته النفطية من إثبات الملكية وبدء أعمال التنقيب والحفر تمهيداً لاستخراج النفط والغاز والا من غير المسموح لأحد الاستخراج من المنطقة البحرية كلها.
الأمين العام لحزب الله متيقن أن الإسرائيليين يريدون من حكومة لبنان تعهداً عبر الأميركيين بعدم قيام حزب الله بأي أعمال استفزازية عسكرية او أمنية وحتى اعلامية قرب حقول الغاز وعلى طول الساحل في فلسطين المحتلة وهذا غير ممكن فقرار المقاومة لا يحتمل النقاش وكلام السيد نصرالله واضح بهذا الخصوص :
انه بمجرد إعلان لبنان عن تلقيه ضمانات بالحصول على كامل حقوقه، والاهم مباشرة الشركات العمل على التنقب تمهيداً للاستخراج وهذا بحد ذاته ضمانة كافية بعدم مهاجمة المنصات وبحال المناورة لن تتردد المقاومة من توجيه ضربة مباشرة وكلام السيد نصرالله لا يحتمل التأويل.
المشهد في لبنان ملبد مكلّل بالغموض، والحذر سيد الموقف والسبب ان هوكشتاين يطلق مناوراته الجديدة لكسب المزيد من الوقت والقصد من ذلك هو الرهان على مزيد من الضغط الاجتماعي يقابله تدهور بالوضعين الاقتصادي والشمالي.
اما اعادة الحديث عن البلوك رقم 8 مجددا ليس الا بهذا الإطار وللمزيد من الضغط.
في لبنان يحاول اهل الحكم إظهار نوع من الجدية لزيارة الوسيط والتلميح لتحيق انجاز وتسويق معلومات بأن هناك طروحات تناقش بعيداً من الإعلام وفي معلومات ان كل ما يناقش هو تحايل لحفظ هيبة أركان السلطة لا يقدم شيئ يمكن أن يستفيد منه لبنان من خلال إقرار الأميركيين بكامل حقوق لبنان في حقل قانا “المحتمل” دون أن يكون ذلك مرتبطاً بترسيم واضح وهذا ما يضع لبنان أمام مناورة جديدة اسمها “خط هوكشتاين” الذي قدمه في شباط الماضي خطياً مرفقا بتفاصيل ولا زال ينتظر من الحكومة اللبنانية الإجابة عليه خطيا وفي تفاصيل الاقتراح انه يقتطع جيباً من حقل قانا المحتمل بالإضافة إلى أجزاء من البلوك رقم 8 وترك تلك الأجزاء لصالح العدو الاسرائيلي بمعنى اوضح إدخال تعديل على طبيعة
الطرح الاميركي لا يعطي لبنان اية حقوق بل مزيد من الغرق ومزيد من الضغط والرهان على متغيرات داخلية يلزمها غرق المقاومة بمستنقع الداخل وكل ما يحمله هوكشتاين هو مناورة جديدة ليس إلا
د.محمد هزيمة